اختتمت مساء أمس الأربعاء بميلة فعاليات الأسبوع الثقافي لولاية البيض في أجواء مفعمة بالنشاط والحيوية وروح التلاقي بين مبدعي الولايتين. وكان للتراث الغنائي البدوي حضور قوي في سهرة الاختتام التي احتضنتها قاعة دار الثقافة لمدينة ميلة من خلال ما قدمته فرقة "أستيتن" بقيادة الشيخ سليمان المعروف بغرب البلاد بصوته القوي وتخليده للتراث التليد فيما أبدعت فرقة بلدية بوسمغون في تقديم باقة مزجت فيها بين الأغنية العصرية وأغاني المنطقة المعروفة بطابعها الأمازيغي. ومثلما كان الحال لدى افتتاح التظاهرة بداية الأسبوع الحالي كانت رقصة "العلاوي" الشهيرة بحركاتها والأهازيج المرافقة لها نجمة هذا العرض الأخير من خلال ما قدمته فرقة "نجمة" الفلكلورية التي عكست لباس وطقوس وحيوية سكان هذه المنطقة من الجزائر الثرية بتراثها الثقافي. وعلى مدى أسبوع كامل تمكن وفد ولاية البيض في ميلة من عرض صورة "بيضاء" عن البيض من خلال التعريف بمنطقة ذات رصد حضاري متميز كما دلت على ذلك الإطلالة التي سلطت على تاريخ الجهة ولا سيما ما قدمته خلال فترة المقاومة الشعبية في القرن التاسع عشر ومنها تلك التي قادها بعزم كبير الشيخ بوعمامة . وبالمقابل كانت التظاهرة فرصة للاتصال مع روح منطقة ميلة من خلال زيارة المعالم الأثرية بميلة القديمة والقيام بجولة ساحرة في محيط سد بني هارون العملاق. وتستعد ولاية ميلة خلال الأسبوع القادم لاستقبال وفد ثقافي من ولاية بسكرة "عروس الزيبان" في سياق جولة المهرجانات المحلية للفنون والثقافات الشعبية.