كشف الاتحاد الأميركي للحريات المدنية عن أنّ وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) أتلفت نحو مائة شريط مصوّر لعمليات استجواب أشخاص معتقلين بتهم الإرهاب، وهو عدد يفوق بكثير ما اعترف به مسؤولو الوكالة. وقال المدعي في اتحاد الحريات المدنية آمرت سينغ إنه يتعين توجيه اتهام لوكالة سي آي أي بازدراء المحكمة لحجبها المعلومات الخاصة بهذا الملف كل هذه الفترة، وأشار إلى أن إتلاف هذه الكمية الكبيرة من الأشرطة يؤكد أن الوكالة متورطة في محاولة منهجية لإخفاء الأدلة الخاصة باستجواباتها غير القانونية وخرق نظام المحكمة.وبموجب دعوى مدنية رفعها الاتحاد، سيكون على سي آي أي تقديم معلومات بشأن أساليب الاستجواب. ويشمل ذلك إتلاف 92 شريطا مصورا وما كانت تحويه وهوية من كانت بحوزته أو اطّلع عليها قبل إتلافها. وفي موازاة هذه الدعوى المدنية، ثمّة تحقيق جنائي في مسألة إتلاف أشرطة الاستجواب ينتظر أن تعلن نتائجه قريباً. وتعليقا على ذلك، قال السكرتير الإعلامي في البيت الأبيض روبرت غيبس للصحفيين إنه لم يتحدث مع الرئيس باراك أوباما بشأن إتلاف الأشرطة، لكنه أعرب عن حزنه بشأن هذه الأنباء، مشددا على أن أوباما ملتزم بوقف التعذيب وحماية القيم الأميركية. يشار إلى أن مسألة إتلاف أشرطة الاستجواب أثيرت في البداية خلال محاكمة المتهم بهجمات سبتمبر 2001 زكريا الموسوي، حيث نفت الوكالة آنذاك وجود أشرطة توثّق عمليات التحقيق معه، وعادت وأقرّت لاحقاً بوجود مثل هذه الأشرطة.