تشهد الآثار الحجرية القديمة العديدة الموجودة عبر مواقع مختلفة بمنطقة تبسة على "حضور الإنسان خلال العصر الحجري الأسفل أي منذ ما يقارب مليون سنة" حسبما أكده عالم آثار بالجمعية الثقافية المحلية "مينارف". واستنادا لهذا المختص خلال مداخلته في أشغال الملتقى الدولي حول علم الآثارالمنعقد منذ أمس بجامعة "العربي التبسي" فإن إنسان تلك الفترة ترك "عديد الأماكن الكبيرة التي كان يربى فيها الحلزون ما تزال آثارها موجودة حاليا في المحيط الحضري لمدينة تبسة وبخاصة بكل من روفانا و المرجة و الزاوية". وكشفت الحفريات التي جرت منذ عشريات على هذا الموقع كذلك عن أدوات من الحجارة و أواني فخارية مزخرفة و أوعية و حلي مصنوعة من غطاء بيض النعام الذي كان يستعمله سكان تبسة قديما. ويضاف إلى ذلك هياكل عظمية بشرية ملونة بالأحمر في شكل وضعية الجنين تم اكتشافها بدورها في مكان تربية الحلزون لخزان الماء بالقرب من ضريح سيدي محمد الشريف بشرق حي الزاوية و الذي يشير إلى طقوس جنائزية لهؤلاء الأجداد القدماء. وأضاف هذا المختص في علم الآثار أن هذا العدد المرتفع لأماكن تربية الحلزون والأهمية التي تشكلها توحي بأن موقع تبسة "ظل مسكونا بصفة دائمة" من طرف عدد كبير من السكان من خلال تنظيم اجتماعي و نشاط اقتصادي. ومن جهتها تسمح عديد المحطات التي تعود إلى ما قبل التاريخ و القريبة من تبسة على غرار الحمامات و مستيري و تزبنت و بكارية و غيرها بطرح فرضية مفادها أن هذه المنطقة كانت في تلك الفترة "مركزا للتبادل و العبور". ويعتقد كذلك أن الإنسان القديم كان "يعرف الفلاحة بالنظر إلى أن المساحات المهيأة لمحطة تزبنت تعتبر من طرف الأخصائيين بمثابة آثار و مخلفات لنظام فلاحي مسقي منسجم" حسبما أشار إليه نفس المتدخل. وكان المناخ و مجموعة الحيوانات و النبتات بهذه المنطقة من النوع القاري كما عرف الإنسان القديم بها الحديد و البرونز و كان يصطاد الفيل و الأسد و النعام على غرار إنسان الطاسيلي المعاصر الذي يصنع الدبابات. وستتواصل أشغال الملتقى الدولي حول علم الآثار بمشاركة 130 علم آثار وباحث و جامعي من الوطن و خارجه إلى غاية 29 أفريل الجاري و من شأنها أن تسلط الضوء أكثر على القدرات الأثرية و السياحية التي تزخر بها منطقة تبسة.