يسود العاصمة الصومالية مقديشو هدوء حذر بعد معارك دامية خلفت أول أمس 45 قتيلا وزهاء 200 جريح، في حين تدفقت على المدينة تعزيزات لقوات حركة الشباب المجاهدين والحزب الإسلامي التي استعادت جميع المواقع التي سقطت بيد قوات الحكومة الانتقالية، استعدادا لاندلاع أي مواجهات جديدة. وقالت منظمة علمان للسلام وحقوق الإنسان الصومالية إن معظم القتلى والجرحى من المدنيين، مشيرة إلى أن عدد القتلى والجرحى هو الأعلى في يوم واحد منذ شهور. ورجح مدير مكتب الجزيرة في مقديشو فهد ياسين ارتفاع عدد القتلى بسبب الإصابات الخطيرة في صفوف الجرحى. كما قال إن الأطراف المتصارعة تعيد تنظيم صفوفها استعدادا لجولة جديدة من المعارك ربما تكون حاسمة، مشيرا إلى أن الهدوء يسود مقديشو. وتشهد عاصمة الصومال عمليات نزوح واسعة، حيث شوهد في شوارع المدينة كثير من المواطنين يفرون من المعارك، في حين انخفضت حركة السيارات المدنية والمواصلات العامة وكثرت السيارات القتالية المدرعة في الأجزاء التي تسيطر عليها الحكومة. وتقول وكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن 49 ألف شخص فروا من القتال في مقديشو خلال الأسبوعين المنصرمين. ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مصدر من المعارضة قوله إن "القتال في مقديشو سيشتد خلال الأيام المقبلة". وتمسك زعيم تحالف إعادة تحرير الصومال جناح أسمرا حسن طاهر أويس بقتال حكومة الرئيس شريف شيخ أحمد، وقال لرويترز "سنهزم الحكومة قريبا إن شاء الله"، وأشار إلى أن "الصومال ليس له حكومة نعترف بها، يجب ألا يخدعنا غربيون مثل شريف". كما اتهم المتحدث باسم الحزب الإسلامي شيخ موسى عبيدي عرالي الحكومة "بتنفيذ مقررات المشروع الأميركي المدعوم من قبل ما يسمى بالأمم المتحدة الذي يتلخص في تنفيذ الديمقراطية في الصومال". وأوضح في تصريحات لمراسل الجزيرة نت في مقديشو جبريل يوسف علي أن "حكومة شريف تلقت في الأيام الثلاثة الماضية أسلحة وعتادا عسكريا، بعدما أعلن رئيس وزرائها الحرب على الإسلاميين، ووزعت أسلحة خفيفة على القبائل، إضافة إلى إعادة نفوذ أمراء الحرب، واستعداد القوات الأفريقية للمشاركة في المعارك بدباباتها". من جانبه قال المتحدث باسم الجيش الصومالي فرحان محمد مهدي إن قواته ستحارب حتى يتم طرد كل المسلحين من العاصمة. بدوره قال وزير الدفاع الصومالي محمد عبدي جاندي إن جماعات المعارضة "أخذت تستفزنا طوال الأسابيع الثلاثة الماضية". وأضاف للصحفيين "سنستمر في محاربة هذه المعارضة التي تتبنى أيديولوجيات أجنبية ويريدون تدمير حكومتنا باستخدام العنف ولكن ذلك لن يحدث". على صعيد متصل دعا الاتحاد الأفريقي مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لفرض عقوبات على إريتريا "لدعمها للمسلحين الإسلاميين في الصومال". وقالت رئيسة مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي سفيرة بورندي إبيفاني كابوشيميي "إن ما طالبنا به تحديدا هو فرض حظر جوي في الصومال وإغلاق الموانئ والمطارات إضافة لفرض عقوبات على إريتريا". وأضافت أن المجلس قرر مساندة مطالب مماثلة تقدمت بها الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق ووسط أفريقيا (إيغاد) بعقد قمة خاصة لدول المنظمة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. وكان مجلس الأمن قد عبر عن قلقه إزاء تقارير أشارت إلى الدعم العسكري للمسلحين، بعدما اتهمت الولاياتالمتحدة إريتريا بإشعال العنف في الصومال.