هاجمت إريتريا بشدة دعوة الاتحاد الأفريقي بفرض عقوبات دولية عليها بدعوى دعمها لجماعات مناهضة للحكومة الصومالية, بينما شهدت مقديشو معارك عنيفة بين قوات المعارضة والقوات الحكومية خلفت قتلى وجرحى بعد هدوء نسبي ساد المدينة أمس الأول. وقالت الخارجية الإريترية في بيان إن قرار الاتحاد الأفريقي صادر عن "منظمة غير كفؤة" متهما الاتحاد بأنه يتحمل المسؤولية عما يجري في الصومال. وفي نفس السياق أكد وزير الإعلام الإريتري علي عبدو أحمد في تصريحات للجزيرة أن ما يحدث حاليا بالصومال هو مقاومة حكومة غير شرعية. واعتبر أحمد أن الاتحاد الأفريقي والإيغاد أصبحا "تابعين لوزارة الخارجية الإثيوبية" مستشهدا بأن الاتحاد "بارك الاحتلال الإثيوبي" للصومال. وجاءت تلك المواقف بعد ساعات من دعوة الاتحاد الأفريقي مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لفرض عقوبات على إريتريا "لدعمها للمسلحين الإسلاميين في الصومال". من جانبه قال رئيس تحالف إعادة تحرير الصومال جناح أسمرة حسن طاهر أويس إن إريتريا تدعمهم وإن إثيوبيا هي العدو. وأقر أويس بانضمام مقاتلين اثنين أو ثلاثة من العرب إليهم, لكنه نفى أن يكون هناك عدد كبير من "المجاهدين الأجانب" في مقديشو. وتمسك زعيم التحالف بقتال حكومة الرئيس شريف شيخ أحمد، قائلا لرويترز "سنهزم الحكومة قريبا إن شاء الله" وأشار إلى أن "الصومال ليس له حكومة نعترف بها، يجب ألا يخدعنا غربيون مثل شريف". في المقابل قال المتحدث باسم الجيش الصومالي فرحان محمد مهدي في وقت سابق إن قواته ستحارب حتى يطرد كل المسلحين من العاصمة. كما صرح وزير الدفاع الصومالي أن جماعات المعارضة "أخذت تستفزنا طيلة الأسابيع الثلاثة الماضية". وأضاف للصحفيين "سنستمر في محاربة هذه المعارضة التي تتبنى أيديولوجيات أجنبية ويريدون تدمير حكومتنا باستخدام العنف، ولكن ذلك لن يحدث". وتزامنت كل تلك التصريحات مع استئناف القتال العنيف بين القوات الموالية للحكومة والمعارضة الإسلامية ممثلة بحركة الشباب المجاهدين والحزب الإسلامي, مخلفة خمسة قتلى وعشرات الجرحى, وذلك بعد يوم من مقتل أكثر من خمسين شخصا وإصابة أكثر من ثمانين آخرين حسب منظمات حقوقية. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن شهود عيان قولهم إن القوات الحكومية هاجمت مواقع للمعارضة في ثلاث مناطق مختلفة شمالي مقديشو، وأشاروا إلى تبادل المتحاربين إطلاق قذائف الهاون. من جانبها ذكرت وكالة رويترز نقلا عن سكان اندلاع اشتباكات متقطعة ، معربين عن خشيتهم من تصاعد حدة القتال. يأتي هذا في وقت تبادل فيه طرفا القتال الادعاء بتحقيق النصر. ونقلت إذاعة جاوري المحلية عن وزير الدفاع الصومالي قوله إن الحكومة نجحت باسترجاع بعض المواقع، لكن متحدثا باسم حركة الشباب نفى ذلك، وقال إن المسلحين نجحوا في التصدي للهجمات ودافعوا عن مواقعهم. وشهدت مقديشو معارك دامية لم تشهدها منذ أشهر خلفت 45 قتيلا وزهاء مائتي جريح معظمهم من المدنيين، إثر هجوم القوات الحكومية على مواقع للمعارضة تمكن المسلحون من استعادة السيطرة عليها جميعا. على الصعيد الإنساني استغل سكان بعض أحياء مقديشو الهدوء الحذر الذي ساد العاصمة للفرار من المنطقة. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ضابط شرطة قوله إن العديد من السكان نزحوا عن العاصمة خشية تصاعد المعارك، وأعرب عن اعتقاده بأن الحكومة ستشن هجمات جديدة، في حين أكد شهود عيان إخلاء العديد من السكان لمنازلهم. وتشهد عاصمة الصومال عمليات نزوح واسعة منذ الجمعة، حيث شوهد في شوارع المدينة كثير من المواطنين يفرون من المعارك، في حين انخفضت حركة السيارات المدنية والمواصلات العامة وكثرت المدرعات في الأجزاء التي تسيطر عليها الحكومة. وتقول وكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن 49 ألف شخص فروا من القتال في مقديشو في الأسبوعين المنصرمين.