سقط 25 قتيلا على الأقل وعشرات الجرحى في معارك متجددة في مقديشو بين الحركات المسلحة والقوات الحكومية التي استعادت السيطرة على جزء كبير من مواقع فقدتها الأسابيع الماضية في شمال العاصمة، في وقت نفت فيه القوة الأفريقية مشاركتها في القتال قائلة إنها دافعت عن مواقعها فقط، وهو ما نفاه أيضا الرئيس شريف شيخ أحمد.وتقع المواقع المسترجعة قرب القصر الرئاسي وتشمل فندق غلوبل وشاطئ ليدو، كما تقدمت القوات الحكومية جنوبا نحو سوق باكار.وبدأت المعارك بعد هجوم حكومي على حي آبدياسيس، وقد باتت القوات الحكومية الآن على آثار آخر مواقع المسلحين في شمال مقديشو حسب ضابط شرطة.إنزال بحري وعلمت الجزيرة نت من مصادر مقربة من الحكومة أن أعدادا كبيرة من القوات الحكومية نقلت أول البارحة بسفن صغيرة، وأنزلت ليلا من موانئ جهزت بسرعة خلف مقاتلي الحركات المسلحة الذين باتوا محاصرين من جهتين. وقدم مسؤولون أرقاما متضاربة لعدد القتلى، وتحدث أحدهم -وهو نائب- عن أربعين قتيلا في صفوف الشباب المجاهدين، وأقر آخر -هو نائب عمدة مقديشو عبد الفاتح شاويي- بمقتل ثلاثة جنود حكوميين. وعرضت الحكومة جثة من قالت إنه أفغاني من القاعدة حارب مع الشباب المجاهدين وقتل أول أمس، وتحدثت عن أسر آخرين من باكستان وأفغانستان ستعرضهم قريبا على الإعلام. ونفت حركة الشباب المجاهدين أن يكون من عرض مقاتلا أجنبيا، وأكدت أنه صومالي. واتهمت الحكومة باصطياد الصوماليين البيض لقتلهم وعرضهم على أنهم أجانب. وتحدث قائد في الحزب الإسلامي -الذي يقاتل الحكومة إلى جانب الشباب المجاهدين- عن قتل قادة في القوات الحكومية في المعارك التي بدأت أمس بعد انتهاء مهلة حددت للحكومة لتسلم نفسها. ونفت القوة الأفريقية، وتفويضها حماية المطار والميناء والمباني الحكومية الرئيسية، مشاركتها في المعارك قائلة إنها قاتلت "مضطرة" فقط بعد أن هدد المسلحون مواقعها وخطوط إمدادها مباشرة في تقدمهم شمالا، ووصفت تحركها بالمحدود. وقال المتحدث باسمها الرائد باريجا باهوكو للجزيرة إن القوة قوة سلام فقط، ودورها المساعدة في بناء المؤسسات، مضيفا أن القوات الصومالية تمتلك القدرة لخوض المعارك. وتحدث سكان عن مشاركة كثيفة للدبابات الأفريقية في معارك صباح أمس، وشوهدت آليات أوغندية وبوروندية تتقدم نحو الخطوط الأمامية. وطلبت الحكومة الصومالية سابقا توسيع تفويض القوة الأفريقية لتشارك إلى جانبها بنشاط في قتال المسلحين. غير أن شريف شيخ أحمد نفى مشاركة القوة الأفريقية، في مؤتمر صحفي أمس في القصر الرئاسي كانت توقّعه أصوات طائرات تحلق في سماء المدينة.وعرف مستشفى المدينة في وسط مقديشو فوضى كبيرة، ووصفت إحدى المسؤولات فيه جولة القتال بالأسوأ في العاصمة خلال شهرين، وقد كان أكثر جرحاها نساء وأطفال حسب مسؤول آخر في المؤسسة الاستشفائية. ونزح أكثر من مائتي ألف شخص الشهرين الماضيين، ويعتقد أن مئات المدنيين قتلوا أو جرحوا حسب المفوضة الأممية لحقوق الإنسان نافي بيلاي التي تحدثت -استنادا إلى تقارير ذات مصداقية- عن جرائم حرب ارتكبها الطرفان المتقاتلان.