حث رئيس قيادة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مايك مولن الفصائل العراقية على تسوية خلافاتها قبيل الانسحاب الأميركي المتوقع من كركوك، في وقت شددت فيه السلطات العراقية إجراءاتها الأمنية حول الكنائس والمناطق المسيحية تحسبا لتعرضها لهجمات جديدة. وقال مولن للصحفيين بعد اجتماع عقده مع زعماء العرب والأكراد والتركمان والمسيحيين في المدينة إن أكبر تحدٍّ يواجه العراق هو الخلافات في هذا الإقليم، مضيفا أنه دعا هؤلاء القادة لتسوية خلافاتهم، وأبلغهم أن الولاياتالمتحدة لا تملك حلولا لمشكلة وضع الإقليم.وأكد مولن أن القوات الأميركية التي يبلغ قوامها الآن نحو 130 ألف جندي سيتم خفضها بعد الانتخابات العراقية التي ستجرى في جانفي القادم.وقال مراسل الجزيرة في أربيل محمد فائق إن أزمة كركوك وخلافات العراقيين بشأنها باتت تثير مخاوف كبيرة لدى سكان المدينة خشية انحدار الوضع إلى ما هو أسوأ. وأضاف أن مشكلة هذه المدينة بقيت دون حل رغم انتهاء المدة القانونية المحددة في المادة 140 من الدستور العراقي وانتهاء عمل اللجنة البرلمانية المكلفة بإيجاد حلول للمشكلة.وأشار إلى أن الأكراد يطالبون بضم المدينة الغنية بالنفط إلى إقليم كردستان العراق والتركمان يقترحون تحويلها إلى إقليم له وضعية خاصة، في حين أن العرب يرغبون ببقائها محافظة عراقية ولكن بصلاحيات واسعة.ميدانيا عززت القوات العراقية إجراءاتها الميدانية حول المناطق المسيحية في بغداد والموصل بعد تفجيرات استهدفت عددا من الكنائس وخلفت أربعة قتلى وأكثر من ثلاثين جريحا.ففي العاصمة بغداد شوهدت قوات من الشرطة والجيش العراقيين تحيط بإحدى الكنائس شرقي بغداد، ومنعت السيارات من الاقتراب من الموقع.كما فرضت السلطات الأمنية في الموصل حظرا للتجول في عدة بلدات ذات غالبية مسيحية مثل الحمدانية وتلكيف.وقد دانت الحكومة العراقية هذه التفجيرات، وتعهد المتحدث باسمها علي الدباغ باتخاذ المزيد من الإجراءات لحماية الكنائس، مشيرا إلى أن هذه التفجيرات تهدف لزرع الفتنة بين مكونات الشعب العراقي.كما ندد بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر بالهجمات ضد المسيحيين في العراق، وحث السلطات هناك على زيادة الجهود الرامية إلى "تعزيز السلام" بين الطوائف الدينية المتنوعة.وفي تطور ميداني سابق قتل جنديان عراقيان وأصيب سبعة آخرون بينهم ثلاثة من المدنيين, عندما استهدفت سيارة مفخخة نقطة تفتيش في حي العربي شمال مدينة الموصل.