تعرضت أسعار النفط في أخر تعاملات الأسبوع بأسواق البترول الدولية لأول تراجع لها منذ 4 أيام متأثرة بالبيانات الجديدة المتعلقة بمبيعات التجزئة في الولاياتالمتحدة و التي أثارت المخاوف من احتمالات تباطؤ وتيرة النمو على مستوى الاقتصاد الأمريكي الذي يعد أكبر اقتصاد مستهلك للطاقة في العالم. وقد هبط سعر النفط في بورصة نيويورك للسلع بنحو 2.3٪ وذلك بعد أن كشفت بيانات وزارة الطاقة الأمريكية عن تراجع مبيعات التجزئة ب1.2٪ ليعد ذلك أكبر تراجع منذ سبتمبر ومقارنة بالتقديرات السابقة التي كانت تتوقع حدوث ارتفاع. ويرى أحد المحللين أن الشكوك التي مازالت تساور المستثمرين إزاء طبيعة الأداء الاقتصادي، تؤدى إلى رفع جميع الأسواق للتراجع خاصة السوق النفطي. وأشار إلى أن هناك حالة من القلق إزاء إمكانية حدوث انكماش اقتصادي جديد بصورة ممتدة وذلك بعد الانتعاش الذي بدأ يحظى به، وهو الأمر الذي سيثير التساؤلات حول تأثير ذلك الانكماش على معدلات الطلب في أسواق السلع الأولية.وقد سجلت أسعار النفط لعقود شهر جوان الآجلة في بورصة نيويورك للسلع تراجعاً في آخر تعاملات الأسبوع ب1.7 دولار لتبلغ 73.78 دولار وهو ما اعتبر أدني مستوي منذ 8 جوان، غير أن سعر الخام قد سجل ارتفاعاً على مدى تعاملات الأسبوع ب3.2٪ وب1.5٪ مقارنة بالمستوي المسجل في نفس الفترة من العام الماضي. وأشارت شبكة "بلوم برج" إلى تراجع سعر نفط خام برنت عقود شهر جويلية الآجلة ب94 سنتاً أو 1.3٪ ليبلغ 74.35 دولار. وكان سعر الخام قد تلقي دعماً في وقت سابق من تعاملات نهاية الأسبوع حيث ارتفع ب0.6٪ بعد أن كشفت بيانات تتعلق بالسوق الصيني الذي يعد ثاني أكبر سوق مستهلك للطاقة في العالم عن تسجيل معامل تكرير النفط في الصين مستوي قياسي للإنتاج خلال الشهر الماضي. وقد تعرضت أسعار النفط لضغوط التراجع في ضوء أيضاً أداء اليورو مقابل الدولار، حيث تؤدي انخفاضات العملة الأوروبية إلى تقليص الطلب على أسواق السلع الأولية التي يتخذها المستثمرون كبديل للاستثمار وملاذ آمن في مواجهة ضغوط التضخم.