لما نشأ " النيباد" قبل تسع سنوات كانت الغاية منه المضي بإفريقيا إلى المزيد من التقدم والتنمية لكسب رهان الخروج من الفاقة والفقر و القضاء على مظاهر التخلف و التأخر وكانت مجموعة الثماني الاقتصادية التي تضم أغنى دول العالم متفقة لمد يد المعونة للأفارقة و الإلقاء إليهم جسور التعاون و أخذ الرئيس الجزائري على عاتقه مهمة الاضطلاع بكسب هذا الرهان و كان الحامل الإفريقي لراية هذا التوجه و لكن الدول الكبرى لم تكن عند وعودها. إذا نضرنا إلى هذه العجالة فهمنا كيف سيكون موقف بوتفليقة الذي توجه يوم الخميس إلى منتجع موسكوكا (150كلم شمال تورنتو)،بكندا. و سيرافق الرئيس الجزائري في هذه المهمة ستة نظراء أفارقة و للذكر فقد قام رؤساء الدول الأفريقية بإنشاء أمانة الشراكة الجديدة لتنمية أفريقيا (النيباد) في2002، باعتبارها آلية تهدف إلى تحقيق رؤية النيباد وبرامجها. وتتوقع رؤية النيباد عملية تحول اجتماعي واقتصادي للقارة تقودها وتمتلكها أفريقيا بشكل يعالج المسائل المرتبطة بالقضاء على الفقر والتنمية الاقتصادية المستدامة وإعادة تحديد موقع القارة الأفريقية في الاتجاه العالمي السائد و الدول المانحة التي تتصدرها أمريكا و دول أوروبا و روسيا كانت التزمت بالوقوف مع الأفارقة هذا و قد بدأ قادة دول مجموعة الثماني الاقتصادية التي تضم أغنى دول العالم وكذا قادة مجموعة العشرين للاقتصاديات الصاعدة في التوافد إلى كندا منذ الخميس و تبين من اليوم الأول أن كل قرة تريد طرح مشاكلها لبدء محادثات مهمة تغطي كل الملفات ذات الاهتمام وخاصة أزمة الديون التي تعصف بأوروبا و التي تناور بعض الدول لأن تجعل منها محورا في المحادثات. و الظاهر أن دولة كندا ستلعب الدور المحوري لارجاع المحادثات إلى النيباد و حتمية الالتزام بالوعود ومن المقرر أن يشرع القادة في مباحثاتهم مع انعقاد قمة مجموعة الثماني لأغنى دول العالم،ويلي هذا الاجتماع، قمة أخرى لمجموعة العشرين الاقتصادية، التي تضم كبرى اقتصادات العالم الصاعدة، في تورنتو مع نهاية الأسبوع ووصف رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر، قمة مجموعة الثماني بأنها قمة تحمل المسؤولية وأشار إلى أنه سيضغط على أعضائها للوفاء بتعهداتهم السابقة والخاصة بتمويل الأمم الفقيرة، رغم الأزمة الاقتصادية المتواصلة والتي تعاني منها معظم دول العالم المتقدمة. جدير بالذكر أن عام 2010 يشهد نهاية المدة الزمنية الممنوحة لدول مجموعة الثماني للوفاء بتعهداتها خلال قمة جلينيجلز باسكتلندا والتي عقدت عام 2005، بتقديم مساعدات للدول الفقيرة بقيمة خمسين مليار دولار، بيد أن التقارير التي نشرت قبيل القمة خلصت إلى أن المجموعة لم تقدم سوى أربعين مليار دولار وأعرب المدافعون عن قضية المساعدات، عن قلقهم بعد أن تسربت نسخة من مسودة بيان القمة المزمعة ولم ترد فيها إشارة لتعهد جلينيجلز وتردد أن فرنسا وإيطاليا - اللتان تقاعستا عن سداد حصتهما من قيمة المساعدات المستهدفة- لهذا العام مارستا ضغوطاً لإغفال تلك التعهدات في بيان القمة، ومن المتوقع أن تسعى قمة مجموعة الثماني لإظهار موقف موحد حيال إيران، التي لا تزال تنتهج موقف المتحدي فيما يتعلق ببرنامجها النووي، رغم القرار الذي اتخذه مجلس الأمن الدولي في وقت سابق هذا الشهر بفرض جولة جديدة من العقوبات بحقها ولا يعتزم أوباما إجراء اجتماعات ثنائية مع أي من قادة القارة الأوروبية، الذين يصطدمون مع الإدارة الأميركية الراهنة بسبب اندفاعهم من أجل فرض تخفيضات هائلة على أوجه الإنفاق العام وقال رئيسا الاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية في خطاب أمس الأول إنهما سيسعيان لدفع قادة دول مجموعة العشرين لإعلان تعهد للشروع في الحد من خطط إنفاقهم التحفيزية التي جرى إعلانها إبان الأزمة الاقتصادية العالمية، بحلول العام المقبل على أقصى تقدير، وأعلن عدد كبير من دول الاتحاد الأوروبي بالفعل عن تطبيق خطط تقشفية ضخمة في أعقاب أزمة الدين اليوناني.