يجسد الفيلم الوثائقي الفلسطيني الإسرائيلي الأميركي المشترك (بدرس) نموذجا للمقاومة الشعبية الفلسطينية ضد الجدار الذي تقيمه إسرائيل على الأراضي الفلسطينية. ويتناول فيلم (بدرس) للمخرجة البرازيلية الأصل جوليا باشا الذي عرض الأسبوع الماضي في قصر رام الله الثقافي مجموعة من القضايا المتداخلة التي يهدف من خلالها التركيز على رؤية المؤسسة الامريكية المنتجة للفيلم (جست فيجن) في تقديم النضالات السلمية المشتركة للفلسطينيين والإسرائيليين معا من اجل الكرامة والحرية ووقف مصادرة الأراضي. ويتيح الفيلم المجال أمام الفلسطينيين والإسرائيليين الذي يقاومون معا ولجنود الاحتلال الذي يقعمون التظاهرات إبداء وجهة نظرهم في كل ما يجري بدءا من مخططات بناء الجدار على أراضي قرية بدرس الواقعة شمال غربي رام الله على الحدود بين الضفة وإسرائيل مرورا بأعمال تجريف الأراضي واقتلاع الأشجار وصولا إلى النجاح الذي تحقق في تغيير مسار الجدار الذي مكن من إعادة خمسة وتسعين في المائة من الأراضي التي كان مقررا مصادرتها. ويركز الفيلم على مدار ثماني وسبعين دقيقة على قصة فلسطيني شاب (عايد مرار) من أبناء القرية الذي أمضى ست سنوات من عمره في السجن لمشاركته في أحداث الانتفاضة والذي قرر تنظيم حركة شعبية في قريته جمع فيها أبناء القرية حوله حتى من أبناء حركة حماس التي على خلاف مع حركته فتح وتمكن من تنظيم وأربعة وخمسين مسيرة جماهيرية ذات طابع سلمي إلى حد كبير. ويشاهد جمهور الفيلم فلسطينيون يدافعون عن إسرائيليين أتوا للتضامن معهم لمنع اعتقالهم من قبل جنود الاحتلال وفي مشاهد أخرى ترى الإسرائيليون يشكلون حاجزا أمام الجنود لمنعهم من الاعتداء على الفلسطينيين مما يعرض احدهم للاعتقال. ويستمع الجمهور إلى حوارات صاخبة بين الجنود الذين يطالبون الاسرائيلين بمغادرة أماكن الاحتجاج لأنها منطقة عسكرية مغلقة والذين يردوا عليهم بالقول أن هذه قرية فلسطينية وعليهم عدم التواجد فيها. ويشتمل الفيلم على عدد من مشاهد العنف التي يعتدي فيها الجنود على المواطنين بالضرب بالهراوات وإطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع لتظهر القرية في بعض المشاهد كأنها ساحة حرب حقيقية. وكتبت رولا سلامة المشاركة في إنتاج هذه الفيلم "عندما التقيت عايد مرار بطل فيلم ( بدرس) للمرة الأولى في سبتمبر 2007 كان يصر على أنه لا يستحق أن ينتج عنه فيلما وثائقيا. غير أن جميع القادة الفلسطينيين من أنصار اللاعنف الذين اقترحهم عايد أعادوني إليه. وأصبح واضحا أن الحركة اللاعنفية التي أطلقها عايد عام 2003 لمقاومة جدار الفصل الذي تقيمه إسرائيل والذي يمر من قريته قد أصبحت مثالا يحتذي به النشطاء المحليون.."