عماد محمد أمين التقى عبد الرحمان غول رئيس الجمعية الدينية المسيرة لمسجد مرسيليا الكبير عبد العزيز بلخادم يوم الخميس بغية إيجاد حل للانسداد الذي تعرفه ورشات المسجد الكبير بمرسيليا بسبب نقص التمويل. و حسب التصريحات التي أدلى بها عبد الرحمان غول إثر عودته إلى فرنسا ليومية "لابروفانس" إن وعود بلخادم في مستوى الآمال التي تعلقها الجالية المسلمة في مرسيليا على الجزائر. فالجزائر تتعهد أن تواصل جهودها إلى غاية الانتهاء من بناء المسجد بعد أن كانت ساهمت فيه بمقدار 40 في المائة. هذا الوعد يطمئن عبد الرحمان غول الذي تم انتخابه وسط انتقادات لاذعة في فرنسا بعدم المقدرة على إتمام بناء المسجد الكبير ذي الكلفة الباهظة كما يطمئن الجالية المسلمة في مرسيليا التي ستنعم بأكبر وأجمل مسجد في أوربا كلها. وكان غول قد دعا الجالية المسلمة في فرنسا والتي يزيد تعدادها عن 7 مليون للمساهمة بشكل كبير في دعم المشروع الذي تقدر تكلفة إنجازه ب 20 مليون أورو وأكد أن هناك رغبة حقيقية في إنجاز هذا المشروع ليسجل بصمته على مستوى تاريخ مدينة مارسيليا، موضحا أن سبب مجيئه للجزائر هو طرق الأبواب والحصول على الدعم المالي مشيرا إلى أنه قد تلقى وعودا صادقة من المملكة السعودية والكويت وتركيا وكذا من الدول المجاورة مثل المغرب. وأضاف المتحدث في ذات السياق أن الإشكال يبقى في نقص المبادرة معربا عن رغبته في أن تنال الجزائر شرف السبق في هذه المبادرة خاصة وأنه تم تجاوز عقبة الخلافات التي كانت موجودة بين تركيبة الجاليات في فرنسا وتوحيد صفوف الجالية المسلمة منها الجالية الجزائرية التي يبلغ عددها أكثر من 100 ألف مواطن بمارسيليا وأوضح غول أن طبيعة الخلافات التي كانت موجودة بين الجالية سياسية أكثر منها دينية، ولكنه تم تجاوز كل هذه العقبات من أجل بناء مركز يجمع المسلمين ويجمع بين القطبين الشمالي والجنوبي لتحقيق الدعم والتواصل بين مسجد باريس ومسجد مارسيليا على التراب الفرنسي. وفي رده إن كان القانون الفرنسي يمنع دخول الأموال من الخارج للمساهمة في بناء مسجد مارسيليا، قال المتحدث إن فرنسا تسمح بذلك لكن بشرط أن تكون هذه الأموال موزعة بالتساوي بين البلدان التي تريد المشاركة في هذا المشروع مضيفا أنه ضمانا للشفافية في هذه العملية تم وضع صندوق خاص بجمع ومراقبة هذه الأموال للتأكد من مصادرها. من جهة أخرى، أكد رئيس الجمعية الدينية على دعم سلطات مارسيليا لبناء هذا المسجد من خلال منح قطعة الأرض التي يقدر ثمنها ب 2 مليون أورو فضلا عن الدعم السياسي، ولذلك نريد أن يوحد هذا المشروع بين سكان مارسيليا والجالية الإسلامية في فرنسا. وكانت مصادر إعلامية فرنسية قد لوحت باحتمال تراجع الجزائر عن تمويل مسجد مرسيليا الكبير بسبب المحاولات المغربية للسيطرة على تسييره عبر جمع الأصوات لصالح المغربي نور الدين شيخ، بالرغم من أن رئاسة الجمعية الدينية من نصيب الجزائري عبد الرحمان غول وكان غول قد انتخب وسط ضغوط من المغرب للسيطرة على المسجد وعمل المغاربة للسيطرة على إدارة المؤسسات الدينية بفرنسا كما حصل في قضية مسجد باريس ومحاولة الإطاحة بعميده دليل أبو بكر من رئاسة المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية بالاعتماد على قانون وزارة الداخلية الفرنسية الذي يحدد التمثيل بمساحة أماكن العبادة، إلا أن انسحاب الجزائريين منه جعله فاقدا للشرعية وهو ما دفع ببلدية باريس إلى ترجيح التمثيل الجزائري أما بخصوص تسيير مسجد مرسيليا فان السلطات الجزائرية ساهمت في تمويله بنسبة كبيرة وتنوي المزيد كما جاء في وعد بلخادم.