أكد أول أمس الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم أن المشاركة المالية للجزائر في إنجاز مشروع مسجد مرسيليا الكبير ستكون أعلى مما هو منتظر. وأشارت يومية ''لوبروفنس الفرنسية'' واسعة الانتشار في عاصمة الجنوب الفرنسي مرسيليا، أن رئيس جمعية مسجد مرسيليا الكبير الإمام عبد الرحمان غول المنتخب مؤخرا في هذا المنصب أعلن عن لقائه الخميس الماضي بالعاصمة الجزائرية بالممثل الشخصي لرئيس الجمهورية. وأوضح الإمام غول أن بلخادم أكد له ''أن المشاركة الجزائرية في تمويل المسجد الكبير بمرسيليا ستكون على أعلى مما ننتظره''، موضحا في موضوع ذي صلة أن انتخابه على رئاسة جمعية هذا المسجد أواخر شهر جوان الماضي كان بمثابة تحد حقيقي له. وعقدت الجمعية الدينية لمسجد مرسيليا الكبير في 25 جوان الماضي جمعيتها العمومية لانتخاب مكتب مجلس المسجد، وكذا طرح مسألة إمكانية انضمام أعضاء جدد لها وسط ادعاءات مغربية من إمكانية سيطرة الجزائر على أكبر صرح ديني سيقام في عاصمة الجنوب الفرنسي التي تتواجد بها أكبر جالية مسلمة في فرنسا، حيث اشتد التنافس بين الجزائري نور الدين الشيخ الرئيس السابق للجمعية وبين المغربية فاطمة اورساتلي، إضافة إلى الإمام عبد الرحمان غول الذي استطاع أن يفوز في الأخير بثقة الجميع. وسعت الجزائر باعتبارها تملك أكبر جالية مسلمة مقيمة في مرسيليا إلى الفوز بإدارة مسجد مرسيليا الكبير الذي تم وضع حجره الأساس في 20 ماي الماضي وحضر القناصل العامون للسنغال ومصر واندونيسيا وتونس والمغرب وسوريا ولبنان وليبيا وتركيا، والذين عقدوا بعدها اجتماعا في ما بينهم وبين ممثلي جمعية المسجد لوضع أطر التزامات هذه الدول المالية، إلا أنه رغم مرور أكثر من شهر عن ذاك الاجتماع لم تقدم هذه الدول إلى اليوم أي التزامات رسمية، ولم تعلن عن مقدار مساهمتها المالية. وعلى عكس باقي هذه الدول، أعلنت الجزائر وقتها على لسان سفيرها بفرنسا ميسوم صبيح دعمها المالي والبشري لهذا المشروع، حيث قال صبيح ''من أجل إظهار تمسكها بقيم الإسلام والتأكيد على أهمية الجالية الجزائرية في مرسيليا ومحيطها، قررت الجزائر المساهمة في الجهد الجماعي كي يبصر هذا المشروع النور أخيرا''، مضيفا ''إن التزام بلادي كامل في المساهمة في نجاح المشروع، سواء معنويا، ماليا، وماديا، وكذلك من خلال توفير الموارد البشرية اللازمة عند الحاجة، لاسيما أئمة يتقنون العربية والفرنسية''. وقد دفعت الجزائر إلى غاية مارس الماضي مبلغ 160212 يورو من أصل مليون كانت قد تحدثت عن دفعها خلال انطلاق المشروع، ولن تفوق مساهمة الجزائر في إنجاز هذا الصرح الديني مبلغ خمسة ملايين يورو، بالنظر إلى دفتر الشروط الذي وضعته جمعية المسجد والذي يحدد مشاركة الدول أن تكون على الأكثر بين 20 إلى 25 في المائة، ما يعني أن القيمة الجزائرية لن تتعدى خمسة ملايين وبضع آلاف من اليورو، نظرا لأن تكلفة المسجد تقدر ب22 مليون يورو، وبالرغم من هذه الشروط، فإن الجزائر تأمل في أن تسمح لها جمعية المسجد برفع قيمة دعمها المالي، حتى يتم الإسراع في تجسيد هذا المشروع ميدانيا.