أعلنت قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان مقتل اثنين من جنودها، في الوقت الذي أكد فيه استطلاع للرأي أن معظم الأفغان ينظرون إلى القوات الأطلسية نظرة سلبية. فقد قالت قوات الناتو العاملة في إطار القوات الدولية للمساعدة على تثبيت الأمن والاستقرار في أفغانستان (إيساف) في بيان صدر أمس أن اثنين من جنودها قتلا في انفجار عبوة ناسفة أمس الجمعة جنوب البلاد، دون أن تحدد موقع الحادث ولا هوية الجنديين القتيلين. وفي الوضع الميداني قالت مصادر الشرطة الأفغانية والناتو إن غارة جوية لقوات إيساف استهدفت موقعا في ولاية قندز شمال أفغانستان وقتلت أحد قادة طالبان قاري لطيف و12 من عناصر الحركة أثناء اجتماع لهم في أحد الحقول. وكان ضباط في قوات إيساف بولاية فراه غربي أفغانستان قد أكدوا أمس الجمعة مقتل الملا أختر المسؤول -على حد قولهم- عن عمليات تهريب المقاتلين إلى أفغانستان من إيران وعناصر أخرى في طالبان بالولاية، وذلك في غارة على معسكر الحركة الخميس الماضي. في هذه الأثناء تتواصل التحقيقات لمعرفة الدوافع وراء قيام جندي أفغاني بقتل ثلاثة جنود بريطانيين رغم انتمائه لفئة عرقية مناهضة لحركة طالبان. ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن شخص -تحدث معها هاتفيا على أنه الجندي الأفغاني الهارب- قوله إن انقلابه على القوات الأجنبية في أفغانستان جاء ردا على قتل هذه القوات لأناس أبرياء واستخدام الكلاب لتفتيش النساء. بيد أن مسؤولا في حلف الناتو قال للوكالة نفسها إن المعلومات التي قدمها الجندي الهارب تتناقض تماما مع المعلومات المتصلة بالهجوم نفسه، في إشارة إلى حديث من يفترض أنه الجندي الهارب عن استخدام بندقية آلية دون ذكر قذائف صاروخية التي استخدمت فعليا في الحادث. من جهة أخرى ألغى وزير الدفاع الألماني كارل تيودور تسو غوتنبرغ الذي يزور أفغانستان حاليا، زيارة كانت مقررة لتفقد قوات بلاده المتمركزة في بغلان شمال أفغانستان. وكان الوزير قد توجه أمس الجمعة في مروحية من معسكر القوات الألمانية في قندز إلى مقر قوات التدخل السريع في بغلان، لكن الأنباء التي وصلت عن نشوب معارك بين القوات الألمانية وعناصر طالبان أجبرت الوزير على إلغاء الزيارة والعودة إلى قندز. وكان وزير الدفاع الألماني قد وصل الخميس إلى المقر الرئيسي للقوات الألمانية في مزار شريف شمال أفغانستان بعد تعطل طائرته، متأخرا نحو 16 ساعة عن موعده المقرر.