قرر مجلس الوزراء الصحراوي جعل يوم أمس الثلاثاء يوما للحداد الوطني على "شهداء العيونالمحتلة" مطالبا في ذات الوقت مجلس الأمن للأمم المتحدة إنشاء بصفة مستعجلة آلية في إطار بعثة المينورسو "لتأمين حياة المواطنين الصحراويين من بطش قوات الاحتلال المغربي المتصاعد". محمد كيتوس كما قرر مجلس الوزراء حسب بيان صدر عقب إجتماع طاريء عقده مساء أمس الأول برئاسة الرئيس محمد عبد العزيز نشرته وكالة الإنباء الصحراوية "الإبقاء على المتابعة المستمرة للتطورات واتخاذ الإجراءات الملائمة حسب ما تقتضيه كل مرحلة". وقد خصص الاجتماع لتدارس الوضعية "الخطيرة" التي يعيشها الشعب الصحراوي في مدينة العيونالمحتلة إثر "التدخل الهمجي الغادر لقوات الاحتلال المغربي ضد مخيم العزة و الكرامة المقام في منطقة أقديم إيزيك". وأوضح مجلس الوزراء أن "الاعتداء الجبان جاء مباشرة بعد خطاب ملك المغرب بما حمله من وعيد وتهديد و متزامنا مع التاريخ المحدد لإجراء جولة من المفاوضات بين طرفي نزاع الصحراء الغربية جبهة البوليساريو والمملكة المغربية بمنهاست بالولايات المتحدةالأمريكية" مبرزا أن ذلك يعكس "الغياب الصارخ للإرادة السياسية لدى الطرف المغربي". وأشار ذات المصدر إلى أن "جحافل الجيش والدرك و القوات المساعدة والشرطة المغربية حين اجتاحت المخيم كانت مدعمة بعشرات الآليات والشاحنات والصهاريج وخراطيم المياه والأضواء الكاشفة مستعملة الرصاص الحي مع غطاء بالطائرات العمودية التي كانت تلقي القنابل المسيلة للدموع". وأضاف أن هذه القوات "هاجمت النساء و الأطفال و الشيوخ و أحرقت الخيم وطاردت المواطنين باتجاه مدينة العيون". ان ما أراده المواطنون الصحراويون -- يذكر المصدر-- هو "التعبير بطرق سلمية وحضارية عن احتجاجهم على الأوضاع المتردية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا" التي يعيشونها أكثر من 35 سنة في ظل الاحتلال المغربي لبلادهم. ونبه الى أن "عمليات القمع و المطاردة لا تزال متواصلة" وأنها انتقلت من المخيم الى مدينة العيونالمحتلة التي تحولت إلى "مدينة منكوبة" شهدت "سقوط العديد من الشهداء و الجرحى" و تسجيل "العديد من المفقودين". وبعد أن حمل مجلس الوزراء الصحراوي الحكومة المغربية المسؤولية عن هذه "الجريمة الجديدة" أدان بقوة هذا العمل "العدواني" داعيا في نفس الوقت مجلس الأمن الدولي و الأممالمتحدة إلى تحمل مسؤولياتهم في حماية المدنيين الصحراويين العزل في إقليم يقع تحت إشرافها. وطالب مجلس الأمن بصفة مستعجلة إنشاء آلية للأمم المتحدة في إطار بعثة المينورسو "لتأمين حياة المواطنين الصحراويين من بطش قوات الاحتلال المغربي المتصاعد". وطالب أيضا من كافة دول العالم بالضغط على الحكومة المغربية "لتكف فورا عن الاعتداء على المواطنين الصحراويين" وإرسال الوفود لتقصي الحقائق في عين المكان و"الوقوف على الجريمة التي ارتكبتها الحكومة المغربية". وخلص بيان مجلس الوزراء إلى دعوة الشعب الصحراوي إلى تعزيز أواصر الوحدة ورص الصفوف والتضامن الفعال مع ضحايا التدخل الإجرامي المغربي والاستعداد لكل الاحتمالات. 11 قتيلا و 723 جريح عقب الاعتداء المغربي لقي 11 مواطنا صحراويا حتفهم و أصيب 723 آخر بجروح في الاعتداء الذي شنته القوات المسلحة المغربية على "مخيم الحرية" (أقديم إيزيك) الذي يقع على بعد 12 كلم من مدينة العيون حسبما ورد في حصيلة مؤقتة لوزارة الإعلام الصحراوية. وتشير حصيلة وزارة الإعلام الصحراوية إلى أنه تم تسجيل 159 مفقود وتخريب المئات من المنازل والمحلات والسيارات التي يملكها صحراويون. وأضاف نفس المصدر أن هذه الحصيلة قد تسجل ارتفاعا بالنظر إلى أبعاد الاعتداء "الوحشي" الذي نفذته القوات المسلحة المغربية. كما أكدت الحكومة الصحراوية أن "القوات المغربية المعتدية قد استعملت الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع والهراوات والحجارة وخراطيم المياه ضد المدنيين المسالمين العزل الذين يتعدى عددهم 26000 شخص اغلبهم من النساء والأطفال و المسنين". في ذات الصدد أوضحت وزارة الإعلام الصحراوية أن القوات المسلحة الملكية المغربية التي استخدمت خلال هذا الاعتداء تنتمي لعديد الأسلاك "سيما من وحدات التدخل السريع التي استقدمت من جدار العار (الجدار العسكري المغربي الذي يقسم الصحراء الغربية) و كذا من قطاع القلتة و الحوزة و القطاع الفرعي لامغالا فضلا عن اكثر من 6 كتائب من ذات الفرق العسكرية المغربية و كذا الدرك الوطني و وحدات من المخازنية (أفراد التدخل من الدرك) و قوات الشرطة". و ترى الحكومة الصحراوية أن الاعتداء قد "تم تحضيره بشكل دقيق" من قبل قيادة أركان جيش الاحتلال المغربي وبإشراف من كبار الضباط و بالتنسيق مع "مصالح الاستعلامات التي تتحكم بشكل جيد في فن التعذيب و التصفيات الجسدية و الاختطافات و ذلك بالنظر إلى خبرتها الطويلة في عديد السجون السرية في المملكة". وخلصت الحكومة الصحراوية في الأخير إلى أن طرد الصحفيين الأجانب في وضح النهار سيما الذين جاؤوا من أوروبا من اجل إعلام الرأي العام عن الوضعية السائدة في مدينة العيون و مخيم اقديم ايزيك فضلا عن طرد نواب أوروبيين و نواب وطنيين أوروبيين و ممثلين عن المجتمع المدني "كانت ضرورة ملحة للمجرم الذي لا يمكن أن يقبل بوجود شاهد عيان مزعج". المركزية النقابية الإيطالية تستنكر وعقب الاعتداء المغربي استنكرت الكونفدرالية العامة الإيطالية للعمل ضد مخيم الصحراويين بالقرب من العاصمة المحتلة للصحراء الغربيةالعيون. و طالبت الكونفدرالية العامة الإيطالية للعمل ب"إجراءات صارمة و فورية و ملائمة من الحكومة الإيطالية والاتحاد الأوروبي" لحمل "المغرب على احترام حقوق الإنسان" في الأراضي المحتلة للصحراء الغربية. ودعت النقابة الإيطالية أيضا إلى ممارسة "ضغوطات ضد المغرب من اجل وضع حد لقمع الشرطة و الجيش" ضد الشعب الصحراوي و "ضمان حقه في التعبير بحرية". ودعت الكونفدرالية العامة الإيطالية للعمل من جهة أخرى الأممالمتحدة إلى "التحرك لضمان تطبيق قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة" التي تمت المصادقة عليها حول المسالة الصحراوية. و دعت من جهة أخرى إلى "تدخل بعثة الأممالمتحدة من أجل تنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو) لحماية حقوق و أمن الشعب الصحراوي في الأراضي المحتلة من طرف المغرب" حسب البيان. الاتحاد الأوروبي يعرب عن قلقه من جهته أعرب الاتحاد الأوروبي عن بالغ انشغاله إزاء الأوضاع الخطيرة التي تشهدها العيونالمحتلة، وأكدت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كاترين استون في مداخلة أمام لجنة التنمية بالبرلمان الأوروبي استعدادها لتناول المسألة مع الأممالمتحدة والنظر معها فيما يمكن فعله.وفي ردها على أسئلة عدد من النواب الأوروبيين أوضحت الممثلة السامية للاتحاد الأوروبي أن الملف معقد جدا لأنه يتعلق بمنطقة مثيرة للانشغال، وأضافت المسؤولة الأوروبية أن على الاتحاد الأوروبي آن يدين عملية اقتحام مخيم اكديم ازيك. وطالبت وزيرة الخارجية الإسبانية، ترينيداد خيمينيث مجلس الأمن الدولي بالتدخل اثر أعمال القمع التي وقعت بالعيونالمحتلة .