على قهوة كانت عقارب الساعة تشير إلى السابعة صباحا وهو الوقت الذي يعج فيه المقهى بالناس فلا تكاد تستثني منهم من لا يمر ليأخذ قهوته المزيرة منهم من يرتشفها واقفا وقد تصاحبها سيجارة تعطيها نكهتها الخاصة قبل الذهاب إلى مكان العمل ومنهم من يحملها في غوبلي وهو في طريقه. لا يمضي صباح إلا ويتراءى المشهد ذاته على عين عمي بوعلام ومن فرط ما تعود على ذلك فهو يعرف مسبقا مواقيت الأشخاص الذين يرتادون المقهى واحدا بعد آخر بل يعرف من يشربها واقفا ومن يرتشفها قاعدا ومن يفضل حملها في غوبلي ويمر عليه هذا الضجيج بعد سويعة كما تمر الزوبعة ثم يعقبها هدوء رهيب لا يزيحه إلا إقبال صديقه صابر يحمل بشرى أو يحمل هما وما أكثر الهموم في يوميات عمي بوعلام. ومن عادة صابر أن لا يستيقظ إلا في ساعة متأخرة من الصبيحة إلا هذه المرة فقد جاء مبكرا ولكن عمي بوعلام ما كاد يتعرف عليه فلم يصدق إذ رأى صديقة وعلى رأسه شاشية بيضاء وفي يده سبحة. بوعلام: شكون صابر؟ صابر: انعم صابر ما عرفتنيش صباح الخير بوعلام: هاهاها واش جيت من الجامع ياخي ما شي وقت الصلاة ومنين جاتك تدي معاك السبحة وتلبس الشاشية؟ صابر: ما علابالكش بلي عمي بلقاسم وللا الحاج بلقاسم رحت زرته صباح وباركت لو الحج انتاعو لعقوبة ليك عمي بوعلام باش نعودو نسميوك الحاج بوعلام. بوعلام: خلينا ما تتقعدش وين انا من الحج؟ ما كنتش هنا الصبح باش تشوف اللي يحجو كل اليوم لهذه القهوة كي تشوفهم قدام الكونتوار يطلبوا القهاوي تقول كيما اللي يرجمو الشيطان بصح عمك الحاج بلقاسم وصل بخير ولاباس عليه؟ صابر: اسكت برك من لي دخلت ليه حتى خرجت وهو يقول الحمد لله على بالك علاه؟ بوعلام: يحمد ربي اللي يوفقوا يأدي الركن الخامس صابر: كان يحمد ربي أنه حج واخرج سلامات