على المكشوف مرزاق صيادي لو سألنا مختصا في علوم النفس وطلبنا منه أن يعدد لنا أنواع الخوف من الصبا إلى الشيخوخة لأطربنا بأنواع ولوحات هيتشكوكية مريعة عن الخوف وختمها..بالموت، خوف آخر متسربل من بين كل الديانات والمجتمعات. ولكنه قد يحتار، إن كان ملما بما يحدث في سوناطراك، في تصنيف ما قد اسميه الخوف النفطي، الذي لا علاقة له برعب الغرب من مقاطعة النفط العربي للأسواق الغربية عشية حرب أكتوبر الشهيرة بين العرب وإسرائيل. هو خوف بترولي نابع من المخاوف، التي تحوم حول المشتغلين (المسائيل فقط وليس عموم العاملين) في القطاع لدرجة صارت فيها الشركة النفطية الجزائرية العملاقة مجبرة على اعلان خوفها من البترول كمادة جالبة للذباب البشري المتعاطي لشيء اسمه الرشوة والمحسوبية، وها هي تصدر دليلا عن أخلاقيات المهنة باللغات الثلاثة، أي العربية والفرنسية والانجليزية حتى يتسنى للجزائريين والعرب والناطقين باللغة الفرنسية والذين يتقنون اللغة الانجليزية أو يتكلمونها، معرفة ما هو مكتوب في التعليمات التي تضمنها الدليل غير السياحي لسوناطراك..وفيه محاذير وتحذيرات غير مباشرة حول الرشوة والفساد والمحسوبية التي قد تلتصق بعلاقة قرابة يكون فيها المسؤول في حرج كبير متى اكتشفت... الدليل الذي صدر باللغات الثلاثة التي تتعامل بها سوناطراك عبر العالم يؤشر على مدى الخوف والتخوف من البترول إذا نظر إليه الطامعون فيه نظرة مالية، بدل النظرة التقليدية التي كانت تحصر البترول في خانة "مادة خام" او موضوع يدرس لطلبة الجيولوجيا ومعهد بومرداس المتخصص في المحروقات..ايام كان البترول يشكل 99 بالمئة من إيرادات البلاد، وكانت الرقابة عليه بغير حاجة إلى دليل حول أخلاقيات المهنة..