يرتقب في 15 مارس الجاري أن يحتضن المسرح الجهوي لمدينة تيزي وزو آخر تمارين العمل المسرحي الجديد -الأرض و الدم- الذي تم اقتباسه من رواية مولود فرعون الحاملة لنفس العنوان قبل عرضه على الجمهور حسبما أكده المخرج حمى ملياني. ويروي هذا العرض المسرحي قصة عامر (الشخصية الرئيسية في هذه الرواية) وهو شاب من قرية متواجدة بمنطقة القبائل يهاجر إلى فرنسا خلال النصف الأول من القرن الماضي لسد احتياجات عائلته المعوزة. وبعد اتهامه بقتل أحد أقاربه داخل منجم للفحم حيث كانا يعملان معا، قرر عامر الذي تزوج من ابنة هذا الأخير العودة إلى أرض الوطن حيث كانت تنتظره مأساة أخرى تعكس جانبا حيا من العادات السائدة بمنطقة القبائل التي تؤكد مدى أهمية الإنجاب من طرف الأزواج للطموح في الحصول على ميراث العائلة و الحفاظ على استمراريتها حيث أن الاعتقاد السائد يقول أنه لا توجد مصيبة أشد من الموت دون ترك ورثة. وللتخلص من هذا المصير الذي لا تحسد عليه فإن النساء العاقرات على غرار شخصية حمامة في الرواية يلجأن إلى تزويج أزواجهن ثانية بغرض إنجاب طفل يضمن استمرار تواجد العائلة. وعقب عودته إلى القرية قام عامر بشراء الأراضي التي باعها والده لكنه لم يفلح في تجنب الوقوع في -الفخ- الذي نصبته له والدته و حماة ابن عمه سليمان (العاقر) حتى تكون له علاقة حميمية مع شابحة (زوجة هذا الأخير) بهدف إنجاب طفل يرث العائلة. وسرعان ما يكتشف سليمان هذه العلاقة و يقدم على قتل ابن عمه عامر. و في اليوم الموالي و لدى نقل جثمان هذا الأخير تقوم زوجته ماري بإلقاء حزامها على الصندوق لتطلع سكان القرية بأنها حامل و أن خلافة عامر مضمونة. وفيما يتعلق باللغة المستعملة في هذا العمل، فيتم في البداية الاعتماد على اللغة العربية العامية لجلب انتباه واسع لهذه القصة المعبرة عن واقع المجتمع الجزائري، والتي هي بمثابة تراث كل الجزائر التي ضحى من أجلها مولود فرعون كما ذكر المخرج حمى ملياني الذي يعتزم إعداد فيلم حول رواية - الأرض و الدم- بالتعاون مع مؤسسة - مولود فرعون-. للإشارة فإن التدريب النهائي على هذه المسرحية المقتبسة من طرف محمد زمعيش، والتي أعد الموسيقى التصويرية لها الفنان جعفر آيت منقلات، سيتم بحضور علي و ججيقة فرعون (أبناء الكاتب) بمناسبة مرور 51 سنة على رحيل كاتب " ابن الفقير"