أكد المخرج فؤاد روايسية، في تصريح على هامش فعاليات تظاهرة الأيام الوطنية لمسرح الشباب، الذي تحتضنه سوق أهراس، أنه يتم حاليا وضع اللمسات الأخيرة، لعمله المسرحي الملحمي "غنائية الجزائرالبيضاء"، الذي يحتوي على عديد الأغاني الوطنية والثورية، التي تحاكي تاريخ الجزائر، وبطولات رجالها ونسائها، على غرار الشهيد باجي مختار، والمجاهدة جميلة بوحيرد. وسيتغنى بهذه المقاطع، التي ألفها ذات المخرج، مجموعة أصوات شابة، ومبدعة، على غرار جميلة معنصر، بوبكر مرايحية، المانع شيباني، فضلا عن الصوت المميز غالية بوجلال، التي لها ملكات صوتية هائلة أثبتت قدرتها في أوبيرات "ذاكرة لا تنسى"، لجمعية "حسن الحسني" للثقافة والفنون لمدينة سدراتة. وأضاف المخرج أن هذه الغنائية، ستتضمن لوحات تعبيرية، ومشاهد ثورية، تحاكي ما عايشه الآباء والأجداد من آلام ومحن، وتظهر الأصالة، والهوية الجزائرية، من خلال "البرنوس"، "المحرمة"، "القصعة"، "البندقية"، وكل الأكسسوارات التي تعطي لهذه الغنائية "نكهة الأصالة"، موضحا أن هذا المشروع الفني، سيقدم قريبا إلى إدارة المسرح الجهوي لسوق أهراس، لضمان التكفل بإنتاجه، مضيفا أنه يتم من خلال هذا المشروع السعي لإعطاء الأولوية للطاقات الشابة والمبدعة، من ولاية سوق أهراس، وذلك لفسح المجال لهم لاكتساب تجربة أوسع. وقد اعتمد ذات المخرج، على إدراج أغاني وطنية وثورية، في شكل حيوي، يمزج بين الخطاب، الغناء، ومشاهد التمثيل المسرحي، مما يضفي تنوعا وفرجة ومتعة لدى المشاهد. يذكر أن المخرج والمؤلف المسرحي فؤاد روايسية، سبق له وأن أنتج أوبيرات "ذاكرة لا تنسى"، وهو العمل ملحمي مسرحي صوره التلفزيون الجزائري، يروي التسلسل التاريخي لأحداث ثورة التحرير الوطنية، التي جرت بمدينة سدراتة وبالقاعدة الشرقية ككل. وتحكي هذه الأوبرات، بطولات رجال القاعدة الشرقية، وأوراس النمامشة، التي تعكس صمود الإنسان الجزائري، وثباته فوق أرضه التي تشبث بها، فدافع عن حقوقه من خلال مواجهته لكل احتلال تعاقب على المنطقة، بدءا من الاستعمار الروماني، الوندالي، البيزنطي، وصولا إلى الاستعمار الفرنسي.