ردت جمعية العلماء المسلمين في الجزائر على ابو مسلم بلحمر، ووصفته ب"المشعوذ" وتصريحاته ب"الخطيرة والخاطئة"، ودعت السلطات إلى وقف ممارساته. وقالت الجمعية في بيان صدر عنها إنه قد "ثبت بالدليل وبالإقرار بأن هذا الراقي بلحمر أبو مسلم يتعامل مع الجن من أول وهلة، ومنذ أن كان عمره خمس سنوات كما جاء على لسانه، وذلك مع الجنية المسماة طاووس وانتهاء بادعائه أن له أصدقاء من الجن يلتقي بهم يومياً، مما يؤكد أن العملية لا علاقة لها بالرقية الشرعية، وإنما هي شعوذة مقنعة، بغية استغفال عقول الناس وابتزاز أموالهم". وأكد بيان الجمعية أن "هذا الراقي ادعى في أكثر من مناسبة أن ما يعانيه الناس من المآسي والأمراض وحالات الانتحار والعقم وما إلى ذلك وراءه الجن، مما يوحي للسامعين والمتابعين بأن للجن سلطانا على حياة الآدميين بالجملة مما يعطل كل الأسباب الأخرى كالعوامل النفسية والاجتماعية والظروف الاقتصادية والانحلال الأخلاقي". ولفت البيان إلى أن هذا الراقي زعم أن شخصيات سياسية وعلمية مرموقة زارته للعلاج عنده بالرقية، ومن بينهم رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الراحل وأحد مؤسسي الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين الشيخ عبدالرحمن شيبان. وطالبت جمعية العلماء المسلمين التي تضم أبرز علماء الدين في الجزائر "أهل الشأن من السلطات والجهات الوصية ومجتمع مدني مسؤولية الوقوف ضد هذه المهزلة". وكانت قناة "الشروق" التلفزيونية الخاصة في الجزائر قد بثت ثلاث حلقات حول الراقي بلحمر أبو مسلم الذي يستقطب المئات من المواطنين يومياً في مدينة غليزان ، وظهر أبو مسلم في البرنامج وهو يمارس الرقية ويتحدث إلى الجن، وأثار ذلك ردود فعل كبيرة في الجزائر. إلا أن الراقي دافع عن نفسه وتبرأ في تصريحات صحافية نشرت قبل يومين، من تهمة التعامل مع الجن، وأكد أنه يعتمد على الرقية كعلاج، وفقاً للضوابط الشرعية التي أقرتها السنة النبوية. ويرأس أبو مسلم جمعية جزائرية للعلاج بالرقية الشرعية معتمدة من قبل السلطات، وسبق له أن شارك في عدة مؤتمرات إسلامية حول الطب النبوي والطب البديل. ورافق منتخب الجزائر لكرة القدم لرقية لاعبي المنتخب قبل مواجهة المنتخب المصري بالسودان في المباراة الفاصلة للتأهل إلى كأس العالم في نوفمبر 2009.