دخل المخزن المغرب في حرب قذرة ضد الجزائر، و حرك "أمير المؤمنين" في حربه هذه المرة زبانيته من الأحزاب السياسية كما الحال مع رئيس حزب الاستقلال المدعو شباط، الذي يدعي أن أراضي جزائرية رويت بدماء الشهداء هي أراض مغربية. هو فصل آخر من فصول التحامل المغربي على أرض مليون و نصف المليون شهيد، و تأتي هذه التصريحات العدوانية الخطيرة في حق الجزائر، رغم ادعاء المغرب حسن الجوار مع الجزائر و سعيه إقامة علاقات جيدة مع الجزائر، و ينمق المغرب مزاعمه تلك بتصريحات مسؤولين عبر ما يعرف بدبلوماسية الرسائل، التي كان اخرها تصريح الوزير المغربي المنتدب للشؤون الخارجية يوسف العمراني، الذي دعا في لمة له في اجتماع مسبق لوزراء خارجية المغرب العربي، الى اتخاذ ما وصفه ب ”قرارات حاسمة” لإحياء اتحاد المغرب العربي المجمد بشكل فعلي منذ نحو عقدين بسبب خلافات مغربية جزائرية. وقال العمراني، خلال كلمة أمس أمام الدورة الحادية والثلاثين لمجلس وزراء خارجية اتحاد المغرب العربي المنعقدة بالعاصمة المغربية الرباط، إن “الأوضاع الأمنية غير المستقرة في منطقة الساحل والصحراء والتي تهدد أمن واستقرار بلدان اتحاد المغرب العربي تفرض على هذه البلدان ترجمة الإرادة السياسية التي عبرت عنها إلى قرارات حاسمة تحيي اتحاد المغرب العربي”، من دون أن يوضح طبيعة تلك القرارات. وأضاف أن القادة المغاربيين “مساءلون خلال هذه المرحلة - أكثر من أي وقت مضى - أمام شعوب الاتحاد عن أي تقصير أو تأخير في إعادة إحياء هياكله وتفعيله كتكتل إقليمي قوي في مواجهة التكتلات الدولية الأخرى”. و قبل تصريحات الوزير المغربي، توالت المزاعم المغربية لتي تدعي حسن الجوار كان اولها ما اعلنه محمد السادس قبل شهر عند استقباله المبعوث الأممي كريستوفر روس، و بعده وزيره للخارجية سعد الدين العثماني وليليه رئيس الحكومة عبد الاله بن كيران، و بين ثنايا الحديث المعسول للساسة المغاربة، فانههم لا يتوانون في اتهام الجزائر بمشكال المغرب فمن إغلاق الحدود إلى الوقوف الى جانب البوليزاريو إلى تعطيل بناء صرح المغرب العربي.