حذر وزير الخارجية الأميركي جون كيري السلطات الصينية والروسية من " العواقب" المحتملة لدورهما في قضية إدوارد سنودن الموظف السابق في الاستخبارات الأميركية متهما الأخير بأنه " خان وطنه". وأعرب كيري في مؤتمر صحفي في العاصمة نيودلهي عن أمله بأن موسكووبكين لم تكونا على علم مسبق بخطط سنودن للهرب وقال بأنه سيكون في " غاية القلق" إذا ما اتضح أن روسيا والصين كانتا في صورة خطة سنودن الهرب من هونغ كونغ إلى كوبا عبر موسكو لكن كيري أكد بالمقابل أيضا أنه لا يعرف إلى أي بلد يحاول سنودن الهرب ، ولايزال الغموض والأخبار المتناقضة تلف مصير سنودن إذ قالت مصادر في مطار "شيريميتوفو " إن الطائرة الروسية التي كان من المقرر أن تنقل الموظف السابق في الاستخبارات الأمريكية ادوارد سنودن إلى هافانا قد أقلعت فعلا، إلا أن وكالة الأنباء الروسية نقلت عن مصدر أمني روسي بأن سنودن ليس على متنها، فيما أكد صحفيون متواجدون على الطائرة أن مقعد سنودن وهو 17A حسب القائمة خال تماما، وذكر مصدر آخر أن سنودن قد يسافر إلى أمريكا اللاتينية في الرحلة التالية لكن عبر هافانا، ورجح مصدر روسي أن يكون سنودن قد غادر روسيا على متن طائرة أخرى دون أن يلحظه الصحفيون، وأعلن البيت الأبيض أمس أنه ينتظر من روسيا التعاون لإعادة ادوارد سنودن الموظف السابق لدى الاستخبارات الاميركية إلى الولاياتالمتحدة لمحاكمته بتهمة التجسس، وقالت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي "نظرا لتعاوننا الكثيف بعد تفجيري ماراثون بوسطن، وتاريخنا في العمل مع روسيا في قضايا تطبيق القانون، بما في ذلك إعادة عدد من المجرمين إلى روسيا بطلب من الحكومة الروسية، ننتظر من الحكومة الروسية دراسة كل الخيارات المطروحة لإبعاد سنودن إلى الولاياتالمتحدة ليواجه القضاء للجرائم المتهم بها"، وألغت الولاياتالمتحدة جواز سفر ادوارد سنودن المتعاون السابق مع "سي آي ايه" ووكالة الأمن القومي وطلبت منعه من مواصلة رحلته، وفي السياق صرح وزير الخارجية الاكوادوري ريكاردو باتينو أمس بأن بلاده "تدرس" باهتمام، الطلب الذي تقدم به ادوارد سنودن المستشار السابق لدى وكالة الاستخبارات المركزية والذي تتهمه واشنطن بالتجسس معتبرا أنه ملف يتعلق "بحرية التعبير"، وقال باتينو للصحافيين في هانوي حيث يقوم بزيارة رسمية "نحلل الملف بحس كبير من المسؤولية"، وأضاف "أنه مرتبط بحرية التعبير وسلامة المواطنين في العالم"، من جانبها أكدت حكومة هونغ كونغ أن سنودن غادر طواعية أمس الأول و"بشكل قانوني" على طائرة تابعة لشركة الطيران الروسية متوجها إلى موسكو، وأوضحت أنه لم يكن هناك سبب قانوني يمنعه من السفر حيث أن الوثائق المقدمة من الإدارة الأميركية التي تسعى إلى محاكمة سنودن "لم تستوف بصورة كاملة المتطلبات القانونية التي يفرضها قانون هونغ كونغ"، وجميع الاحتمالات مفتوحة أمام لجوء سنودن فبعد أن أشارت صحف في هونغ كونغ إلى أن وجهته هي ايسلندا أو الاكوادور ظهرت إشارات بأن سنودن قرر اللجوء إلى كوبا وأشارت وكالة "رويترز" إلى أن سنودن سيتوجه إلى هافانا ومنها الى فنزويلا، في حين أشار موقع ويكيليكس الذي نقل ممثله كريستين هرافنسون طلبين غير مباشرين من قبل سنودين الى السلطات بأيسلندا للجوء أن سنودن اتبع نصيحة مؤسس الموقع جوليان أسانج اللاجئ في سفارة الاكوادور في لندن، للإفلات من تسليمه إلى بلد آخر "بالتوجه الى جمهورية الاكوادور عبر طريق آمن للحصول على اللجوء". من جهتها ذكرت وزارة الخارجية الصينية أمس أن بكين "تشعر بقلق بالغ" إزاء مزاعم مسرب المعلومات الأمريكي إدوارد سنودن بشأن اختراق وكالة استخبارات أمريكية لأجهزة كمبيوتر صينية وقالت إلى إنها تقدمت باحتجاج إلى المسؤولين الأمريكيين. وأضافت الخارجية الصينية "هذا يظهر مرة أخرى أن الصين ضحية للهجمات الإلكترونية. تقدمنا باحتجاج إلى الولاياتالمتحدة ". وقالت إن الصين كانت "تعارض جميع أشكال الهجمات الإلكترونية" وأعربت عن رغبتها في "تعزيز الحوار والتعاون مع المجتمع الدولي" بشأن الأمن الإلكتروني. وأكد سنودن أن لديه الدليل على أن جهاز الأمن القومي الأمريكي يخترق مواقع شركات اتصالات صينية وجامعة كبرى. وأوضحت بكين أنها "لا تعلم شيئا عن تفاصيل" إقامة سنودن في هونغ كونغ. وأشارت إلى أن حكومة هونج كونج تعاملت مع قضيته "وفقا للقانون ". ولكن العديد من المحللين يعتقدون أنه من غير المرجح أن تكون حكومة هونغ كونغ سمحت لسنودن بمغادرة الإقليم الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي دون التشاور مع الحكومة الصينية.