بعد أن تطرقنا في عددنا الماضي من " المستقبل العربي" لأحد الركائز الأساسية للمنتخب الوطني الجزائري متمثلا في حسان يبدا الذي قضى موسما أسودا مع غرناطة الإسباني بسبب سلسلة الإصابات الخطيرة التي تعرض لها، فإننا سنتحدث هذه المرة عن عنصر آخر كان يُشكل منذ فترة قصيرة فقط واحدا من أكثر المدافعين صلابة في القارة الإفريقية ألا وهو خريج مدرسة نصر حسين داي رفيق حليش، الذي تمكن من العودة الى الواجهة من بوابة الدوري البرتغالي مع نادي أكاديميكا كويمبرا وذلك بعد عامين أبيضين وتجربة فاشلة على طول الخط في البريمير ليغ الإنجليزية، ولو أن قلب دفاع " الخضر " لم يجد الطريق مفروشا بالورود طيلة موسم 2012 – 2013 مثلما سوف نفصله فيما يلي . قام بالمستحيل لمغادرة فولهام حليش وقبل أسابيع من إنطلاق المنافسات الأوروبية في الموسم المنقضي، إتخذ قرارا رسميا ونهائيا يقضي بمغادرته فريق فولهام الإنجليزي، وذلك بعد أن تأكد بإستحالة حصوله على الفرصة مع المدرب الهولندي مارتين يول الذي لم يقم بإشراك القائد السابق ل " الملاحة " سوى في مباراة واحدة طيلة سنتين كاملتين، وهو الأمر الذي دفع الدولي الجزائري الى طلب وثائقه من مسيري " الكوتايجرز " الذي عملوا رغم ذلك المستحيل لإبقائه في عاصمة الضباب لندن لعملهم بالقدرات الكبيرة لمدافع " الخضر " وإيمانهم بقدرته على فرض ذاته في فولهام بعد مغادرة بعض من نجوم الفريق الذين كانوا ينافسونه على مركز في التشكيلة الأساسية .
كان على وشك الإنتقال إلى سوانزي سيتي ورغم أن رفيق حليش كان قد قضى موسمين أبيضين في فولهام، إلا أن ذلك لم يمنع الدولي الجزائري من المحافظة على هيبته في سوق إنتقالات اللاعبين في أوروبا، حيث كان رفيق على بعد خطوات من الإنتقال الى ناد جديد في البريمير ليغ الإنجليزية ألا وهو سوانزي سيتي والذي كان قد وقع معه في فترة سابقة من جانفي 2012 ولكن الصفقة لم تتم حينها بسبب تجاوز مهلة الميركاتو الشتوي ببضعة لحظات، ليجدد فريق بلاد الغال طلب خدمات حليش دون جدوى مرة أخرى بسبب المطالب المالية المبالغ فيها من طرف فولهام بهدف إعاقة الصفقة وذلك رغم إعطاء المدرب مارتين يول الضوء الأخضر لتسريح صاحب الستة وعشرين سنة .
سبتمبر " حليش يوقع رسميا لأكاديميكا البرتغالي " وبعد إتصالات كثيرة سواء من بعض الفرق من البرمير ليغ الإنجليزية وإهتمام من أندية تنشط في الدوري التركي إضافة عرض أكثر من خيالي من الناحية المادية تقدم به فريق بني ياس الإماراتي، إلا أن رفيق حليش فضل الجانب الرياضي وفضل العودة الى الدوري البرتغالي الذي عرف فيه أول أيامه الإحترافية مع العملاق بنفيكا قبل أن يتألق بشكل كبير مع ناسيونال ماديرا، حيث أن الدولي الجزائري قرر التوقيع لموسمين الى غاية 2014 مع أكاديميكا كويمبرا المتأهل لمنافسة الأوروبا ليغ وكان ذلك في بداية شهر سبتمبر المنصرم دون الكشف عن الراتب السنوي الذي سيتقاضاه خريج مدرسة النصرية .
تأخر كثيرا قبل إستفادته من رخصة اللعب وبما أن سوء الطالع أصبح مرادفا ليوميات حليش منذ مشاركته في كأس العالم 2010، فإن الدولي الجزائري ورغم أنه أمضى بشكل رسمي مع أكاديميكا كويمبرا إلا أنه للأسف لم يتمكن من دخول المنافسة الرسمية في السوبر ليغا البرتغالية، وذلك بسبب تأخر حصوله على التسريح بالعمل وهو الأمر الذي تسبب في بقاء مدافع " الخضر " دون المشاركة في مباراة في الدوري طيلة فترة تعدت الشهرين كاملين .
أول ظهور له مع أكاديميكا كان في الأوربا ليغ وإن كان رفيق حليش قد إنتظر كثيرا قبل مشاركته في الدوري البرتغالي، فإن تواجد فريقه أكاديميكا كويمبرا في منافسة الأوروبا ليغ سمح للدولي الجزائري بالعودة المنافسة الرسمية بعد طول غياب، حيث لعب مدافع المنتخب الوطني أول مباراة له بألوان ناديه الجديد في أواخر شهر سبتمبر المنصرم ضد فيكتوريا بلايزن التشيكي على أرض هذا الأخير في مواجهة إنتهت بفوز أصحاب الضيافة بثلاثية مقابل واحد في لقاء عرف خروج حليش بعد مرور خمسة وأربعين دقيقة فقط من اللعب بسبب تعرضه للإصابة.
الإصابة أبعدته شهرا كاملا عن المنافسة الرسمية وبعد خروجه الإضطراي خلال أول لقاء له مع أكاديميكا ضد فيكتوريا بلايزن في الدوري الأوروبي، فقد خضع رفيق حليش لسلسلة من الفحوصات الطبية الدقيقة والتي أكدت أنه بحاجة للبقاء في فترة نقاهة طويلة بعض الشيء إستمرت قرابة خمسة أسابيع كاملة وذلك بسبب عدم تعرض الدولي الجزائري لتمدد عضلي أرجعه المختصون لإفتقاده للمنافسة الرسمية لموسمين كاملين عندما كان مع فولهام الإنجليزي .
عاد من بوابة أتليتكو مدريد وفالكاوو أصيب مرة أخرى وكان على حليش الإنتظار من جديد الى غاية الى نهاية شهر أكتوبر المنصرم ليعود للتواجد في تشكيلة المدرب بيدرو إيمانويل الذي كان يُشرف حينها على حظوظ أكاديميكا، حيث شارك الدولي الجزائري في التنقل الذي قاد زملاءه العاصمة الإسبانية مدريد لمواجهة قطبها الثاني أتليتكوو نجمها راداميل فالكاو في الأوربا ليغ، ولكن فرحة رفيق باللعب أساسيا على أرضية " فيثانتي كالديرون " لم تستمر طويلا لأنه غادر الميدان بعد مرور عشرين دقيقة فقط من اللعب بسبب تجدد الآلام في موضع إصابته القديمة .
ديسمبر : " حليش يرفض التنقل للكيان الصهيوني وينال التقدير " في بداية شهر الأخير من السنة الميلادية الماضية 2012 كان رفيق حليش على موعد مع إختبار عسير، وذلك بسبب تواجد أكاديميكا كويمبرا في ذات مجموعة النادي الصهيوني أبوال تل أبيب خلال منافسة الأوروبا ليغ، ولكن الدولي الجزائري قام بموقف رفع أسهمه كثيرا لدى الجماهير العربية عموما عندما رفض التنقل الى الأرض المحتلة متداعيا بالإصابة لتفادي الدخول في صراع مع إدارة فريقه البرتغالي، ولو أن وسائل الكيان الغاصب أقامت حينها الدنيا ولم تقعدها بسبب عدم تواجد حليش في فلسطينالمحتلة.
حليش أساسيا للمرة الأولى في السوبر ليغا ضد غيلاس " وبعد موقفه المشرف بعد الإنتقال الى الأراضي المحتلة، سجل رفيق حليش أول ظهور له في مباريات السوبر ليغا البرتغالية في شهر ديسمبر المنصرم، وذلك خلال تنقل ناديه أكادميكا كويمبرا لمواجهة نظيره موريرينسي، حيث عانى المدافع الدولي الجزائري الأمرين أمام مواطنه نبيل غيلاس الذي كان في قمة مستواه في تلك الفترة متمكنا من تجاوز رفيق في الكثير من المناسبات ومتمكنا في ذات الوقت من الوصول الى الشباك رغم الرقابة اللصيقة التي كانت مفروضة عليه من طرف زميله في المنتخب الوطني.
" كان " دون المستوى وإديبايور ودروغبا تلاعبا به بداية السنة الميلادية الجديدة 2013 لم تكن مثالية لرفيق حليش، حيث أن خريج مدرسة " النهد " شارك مع المنتخب الوطني الجزائري في كأس أمم إفريقيا، في ظهور مخيب لأشبال وحيد حليلوزيتش الذين خرجوا خاليي الوفاض من الدور الأول ل " الكان " التي عرفت مشاركة حليش في مبارتين ضد الطوغو وكوت ديفوار لم يقدم خلالهما مستوى كبيرا على غرار بقية زملائه مكتفيا بمشاهدة إيمانويل أديبايور وديدي دروغبا يهزان شباك حارسه رايس وهاب مبلوحي، وهوما عجل في توديع " الخضر " لأكبر المنافسات في القارة السمراء دون تحقيق أدنى فوز يذكر .
فقد مكانته في أكاديميكا بعد كأس إفريقيا وبعد إنتهاء إلتزاماته مع المنتخب الوطني في كأس أمم إفريقيا، فإن رفيق حليش وعند عودته للأراضي البرتغالية وجد انه فقد مكانته في التشكيلة الأساسية لناديه أكاديميكا كويمبرا الذي كان يصارع على ضمان ورقة بقائه في السوبر ليغا، وهوما جعل الطاقم الفني يغير الكثير من الامور التكتيكية في الخط الخلفي خلال تواجد الدولي الجزائري مع " الخضر " في " الكان 2013 " ليكون هذا الأخير هو الضحية، خاصة وأن المدرب بيدرو إيمانويل كان قد ضاق ضرعا من كثرة الإصابات العضيلة التي تعرض لها رفيق بشكل دوري والتي منعته بالمشاركة مع أكاديميكا بشكل منتظم .
قدوم كونسيساو أعاد الروح لحليش ولم تستمر معاناة حليش مع مقاعد البدلاء كثيرا، وذلك بعد قرار إدارة أكادميكا بإقالة بيدرو إيمانويل وتعويضه بنجم الكرة البرتغالية سيرجيو كونسيساو، حيث أن الدولي الجزائري تنفس الصعداء مع الهداف السابق للازيو روما الذي وضع ثقته في حليش منذ البداية وجعله عنصرا أساسيا في قلب دفاع كويمبرا خلال ما تبقى من مباريات السوبر ليغا .
إستعاد مركزه الأساسي وساهم في بقاء أكاديميكا ومع وصول سيرجيو كونسياسو إلى العارضة الفنية، فقد تمكن رفيق حليش من تحقيق نهاية موسم مميزة جدا، حيث أن الدولي الجزائري ظهر بوجه يستحق عليه كل الإشادة في الجولات الأخيرة من السوبر ليغا مساهما في تحقيق أكاديميكا كويمبرا لقفزة نوعية في الترتيب العام سمحت لزملاء رفيق من ضمان ورقة البقاء ما بين الكبار ولو أن ذلك كان بصعوبة كبيرة .
أقام حفل زفافه بعد مباريات المنتخب في جوان جدير بالذكر ان رفيق حليش ومباشرة بعد إنتهاء إلتزاماته مع المنتخب الوطني في التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم بالبرازيل ضد كل من البنين ورواندا، قد قام بالإحتفال بعقد قرانه بين أهله وأصدقائه إضافة الى تواجد مميز لبعض العناصر من النخبة الوطنية التي صنعت الحدث بقيادة كل من سليماني، سوداني وبلكلام إضافة الى رئيس الفاف محمد روراوة والمدرب وحيد حليلوزيتش .
حصيلته هدف + 900 دقيقة في المجموع وفي الأخير، فإن الحصيلة الموسمين للدولي الجزائري رفيق حليش كانت مقبولة الى أبعد الحدود إذا أخذنا بعين النظر الفترة العصيبة التي قضاها مع فولهام الإنجليزي، حيث أن حليش شارك مع أكاديميكا كويمبرا البرتغالي خلال خمسة عشرة مباراة كاملة ب 900 دقيقة في المجموع ولو أن الأرقام كانت ستكون أفضل لولا تواجده في كأس إفريقيا وتعرضه لعدد كبير من الإصابات .
هدفه التأكيد مستقبلا والمشاركة في المونديال مجددا وبعد نهاية إنتهاء مباريات الدوري البرتغالي بضمان ورقة البقاء، أكد رفيق حليش أنه ينوي مواصلة مشواره مع أكاديميكا كويمبرا لموسم جديد، خاصة وأنه تمكن من فرض نفسه كعنصر أساسي وذلك بعد بداية صعبة بالنظر الى كثرة الإصابات التي أعاقته من الإندماج مع بقية زملائه بشكل سريع وهو الأمر الذي يسعة لتفاديه مستقبلا بهدف الحفاظ على مكانته في النخبة الوطنية ولم لا المشاركة في كأس العالم للمرة الثانية على التوالي .