تعرف العديد من القرى والمداشر ببلدية بوقائد، التابعة إداريا لبرج بونعامة شمال ولاية تيسمسيلت، نقصا حادا في عدد الممرضين والأطباء، الأمر الذي حال دون تطوير التغطية الصحية بهذه المنطقة وأجبر قاعات العلاج بها على الغلق المبكر،كما أعرب العديد من سكان دوار شمورا، استياءهم من الوضع الصحي المتأزم جراء عزوف مستخدمي شبه الطبي عن الالتحاق بمنطقتهم المعزولة رغم أنها لا تبعد إلا ب13 كلم عن البلدية، بالإضافة إلى أن عدد سكان المنطقة يبلغ 300 عائلة تستوجب رعاية صحية مكثفة، المشكل ذاته يعاني منه سكان بقعة الفوارة، فقاعة العلاج الوحيدة رغم توفرها على تجهيزات طبية إلا أن غياب طاقم طبي أدخلها خانة النسيان الاضطراري وأحيلت على التقاعد المبكر، وأغلقت في وجه مرضى القرى المجاورة، بما فيها دوار أولاد أعراب ومليانة و بقعة الأربعاء،معاناة أجبرت العديد من المرضى على اللجوء إلى المستشفيات المجاورة، على غرار مستشفى ثنية الحد، والذي قد يفارق المريض الحياة قبل الوصول إليه نظرا لبعد المسافة. إلا أن العديد من المرضى يفضلون مستشفى ثنية الحد بدلا عن مستشفى مدينة تيسمسيلت الذي يفتقر لأدنى شروط استقبال المرضى، كما أنه غير قادر على استيعاب العدد الهائل من المرضى من أجل حقنة أو ما شابه ذلك من خدمة صحية بسيطة،ويستغرب، في هذا الصدد، سكان المناطق المعزولة تخرج العديد من الممرضين في كل سنة، إلا أن العزوف عن العمل في تلك المناطق الريفية من قبل مستخدمي شبه الطبي حال دون استفادة السكان من مساعدة طبية تنسيهم عناء التنقل لمسافات طويلة في ظل غلاء تكاليف لظفر بوصفة طبية، إلا الكثير من المرضى من ذوي الدخل الضعيف و الفقراء لجأوا للتداوي بالأعشاب كحل مؤقت. والجدير بالذكر أن عدد المرافق الصحية المغلقة بولاية تيسمسيلت وصل إلى ست قاعات علاج، أغلبها بالمناطق الريفية وفي هذا السياق، أرجع أحد المسؤولين المحليين سبب الغلق قاعات العلاج إلى عزوف مستخدمي شبه الطبي عن الالتحاق بالمناطق المعزولة والنائية، وتبقى الصحة بتيسمسيلت رهينة سوء التسيير والإهمال المتزايد.