يضم كتاب “قراءة جديدة في أدبنا المعاصر” للناقد الدكتور السيد ابراهيم الذي صدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة بالقاهرة، فصولا مختلفة عن القصة والرواية والمسرح والشعر. ويستطيع القارئ أن يلتقط الخيط الذي يجمع بين هذه الفنون إذا التفت إلى ما تنطوي عليه من الرغبة في حماية ذاكرتنا النقدية التي ظلت أمدا غير يسير تحتفل بمفاهيم ورؤى كانت لها الأولوية والصدارة في كتاباتنا؛ كالتأكيد على رسالة الأدب والالتزام بقضايا المجتمع وحاجة هذا المجتمع إلى الإبداع الجاد والحقيقي، إذ وارى ذلك كله في خضم التيارات الحديثة التي صارت تنظر إليه بعين الارتياب وتلقي به وراء ظهورها. ويؤكد المؤلف على أهمية الوعي بالتباين بين ثقافتين مختلفتين: ثقافة الاستقرار وثقافة الحرية؛ هذه الثنائية التي قد تتمثل في أعمال المبدعين في التقابل بين ثقافة الوادي وثقافة الصحراء، وبين الإذعان للأمر الواقع وبين إرادة الفعل، أو قد تتمثل في الصراع بين القدر والإرادة الإنسانية. ويجد القارئ في هذا الكتاب ما يصله بمفاهيم مختلفة في النقد الحديث وطرقه في قراءة الأدب، كما سيجد أفكارا أساسية لعبت الدور الأخطر في تشكيل الثقافة الإنسانية الحديثة كفكرة العقد الاجتماعي. والكتاب ينقسم إلى قسمين: الأول يتناول بالتحليل والنقد نماذج روائية وقصصية ومسرحية منها؛ لملك أوديب، وتوفيق الحكيم بين الفن والأسطورة، واللص والكلاب لنجيب محفوظ ، بهاء طاهرفي “بالأمس حلمت بك”، و”المجوس″ لإبراهيم الكوني ودراسات أخرى. أما القسم الثاني فتناول دراسات نقدية منها: بدر شاكر السياب وقصيدة المطر، وفاروق شوشة، وطقوس الحركة في المسارات المدارية، والشعر والغموض، و ديوان المتصوفين الشعراء لعادل عزت. الجدير بالإشارة أن الكاتب د. السيد ابراهيم هو أستاذ الأدب العربي بكلية الآداب جامعة بني سويف وعمل بعدة جامعات مصرية وعربية وصدر له عدة كتب نقدية أبرزها “الرمز والفن” و” نظرية الرواية” و” الأسلوبية والظاهرة الشعرية” و” آفاق النظريات الأدبية الحديثة” و”المتخيل الثقافي ونظرية التحليل النفسي المعاصر”.