من المنتظر أن يسافر المدرب الوطني ومساعديه، زهير جلول ومدرب الحراس بلحاجي، هذا الأسبوع، إلى مختلف الدول الأوروبية لمعاينة عدد من اللاعبين ذوي الأصول الجزائرية قصد تدعيم تشكيلة الخضر تحسبا للمونديال القادم. وذكرت بعض المصادر المقربة من الاتحادية الجزائرية أن العناصر التي ستكون تحت المعاينة هي الحارس مبلوحي وهاب المحترف في الدوري البلغاري، وسط ميدان غرونوبل الفرنسي فغولي سفيان والعائد مؤخرا من إصابة زرابي خير الدين الحامل لألوان ستوبال البرتغالي. كما سيعود الطاقم الفني خلال هذه الجولة للوقوف على إمكانيات بعض العناصر التي تمت معاينتها في وقت سابق، على غرار مدافع طروقونا الإسباني وليد شرفة، وظهير شارل لروا البلجيكي محمد شاقوي، الذي يتواجد في أحسن رواق لحمل الألوان الوطنية لكونه لقي إجماع العديد من الأطراف نظرا للإمكانيات الكبيرة التي يتمتع بها. كما أن المدرب سعدان أكد بشأنه أنه سيفيد المنتخب كثيرا، من منطلق أنه يلعب في منصب كثيرا ما شكّل له المشاكل خلال نهائيات كأس إفريقيا الأخيرة بأنغولا. سعدان لن يجد بديلا عن مفتاح ومترف ومن جهتهما، فإن مدافع شبيبة القبائل مفتاح والظهير الأيسر لوفاق سطيف حسين مترف يملكان حظوظا وفيرة للإلتحاق بكتيبة سعدان بالنظر إلى الأداء الرائع الذي يقدمانه مع فريقيهما ومع المنتخب المحلي. وإضافة إلى ذلك، فإن المنتخب بحاجة إليهما، خاصة بعد استبعاد كل من بابوش ورحو مؤخرا، حيث سيكون مفتاح الخليفة الأول لبوڤرة في حالة إصابة أو معاقبة هذا الأخير، فضلا عن إشادة كل المدربين ورؤساء الأندية واللاعبين القدامى بخدماته، مما يعني أنه بنسبة كبيرة سيكون حاضرا في تربص الخضر القادم. وتذهب أغلب الآراء إلى القول بأن سعدان لن يتأخر في ضم مترف باعتباره من أحسن اللاعبين في الرواق الأيسر في البطولة الوطنية في الوقت الراهن، وبالتالي فإنه سيكون الخليفة المثالي للمدافع المتألق بلحاج، لا سيما وأن المنتخب يفتقد لعنصر يحسن اللعب في الجهة اليسرى، حيث أن مترف يملك تقريبا نفس الإمكانيات التي يتمتع بها بلحاج في الدفاع والنزعة الهجومية أيضا. وجدير بالذكر أن القائمة النهائية للمنتخب الوطني المعنية بمنافسة كأس العالم المقبلة، سيكشف عنها سعدان في ال 11 من شهر ماي القادم، أي بعد آخر جولة من البطولة المحلية. سعدان تمكن من تكوين مجموعة متماسكة والتحضير النفسي يبقى التحدي الأكبر له ومن جهة أخرى، يرى الكثير من أهل الإختصاص أن أكبر تحد سيواجهه المدرب سعدان هو خلق الروح الجماعية داخل المنتخب والبحث عن أحسن الخطط لمواجهة المنافسين بعد دراستهم جيدا من خلال مبارياتهم الودية، بدل الجري وراء تدعيم الفريق بلاعبين جدد قد يجدون صعوبة في التأقلم مع المنتخب، خاصة وأن موعد كأس العالم لا تفصلنا عنه سوى ثلاثة أشهر، وهي مدة قصيرة لتكوين منتخب متكامل حسب ما قاله سعدان بنفسه وبالتالي فإن هذا الأخير مطالب بالتكثيف من التحضير النفسي للاعبين، لأن أغلبهم سيشاركون في العرس الكروي العالمي لأول مرة في حياتهم. ولا يمكن لأحد أن ينفي أن سعدان استطاع أن يشكّل منتخبا متماسكا في مدة وجيزة وفي ظروف صعبة للغاية، وقد انطبق عليه قول المدرب الإنجليزي كابيللو عندما أكد أن المدرب الناجح هو الذي يستطيع زرع روح الثقة وروح الجماعة والعائلة في الفريق، فسعدان تمكن من تسيلح لاعبيه بالعزيمة والتضامن وحب الوطن، رغم أن معظمهم يعشيون خارج الوطن، وهي مهمة صعبة جدا. ولأن منافسة كأس العالم تكتسي أهمية بالغة بالنسبة للمنتخب الوطني لكونه يحمل على عاتقه مسؤولية تشريف العالم العربي، فإن دخول اللاعبين في المنافسة بمعنويات مرتفعة وظروف نفسية جيدة سيساعدهم على تقديم أداء مقنع وتسجيل نتيجة إيجابية، وهذا لكون أغلب منتخبات العالم ستركز دون شك على الجانب السيكولوجي باعتبار أن اللاعبين سيكونون في آخر الموسم، وبالتالي فالجانب البدني لن تكون له فائدة، وذلك مصداقا لتصريح كابيللو الذي قال "التحضير النفسي والعقلي أكثر أهمية من التدريب". لهذه الأسباب يتخوف كابيلو من المنتخب الوطني عندما أكد كابيلو بأن الخضر أقوى من الفراعنة الذين واجههم وديا يوم 3 مارس واحتك جيدا بمستواهم عكس المنتخب الوطني الذي شاهده فقط على الشاشة، فإنه يدرك جيدا ما يقول ولا أحد يمكنه إغفال الحنكة التي يتميز بها هذا المدرب الأسطورة، حيث ورغم الهزائم الكثيرة التي تكبدها أشبال سعدان، خاصة في كأس إفريقيا الأخيرة، إلا أن كابيلو لم يأخذها بعين الاعتبار مقارنة باهتمامه البالغ بمباراة كوديفوار التي أظهر فيها الخضر إمكانيات خارقة. وما تفطن إليه مدرب الإنجليز أكثر، هو قدرة محاربي الصحراء على رفع التحدي والنهوض بعد الكبوات مهما كان تأثيرها، والأمثلة على ذلك متعددة، إذ أن رفقاء زياني فازوا على المنتخب المصري خلال الجولة الثانية من التصفيات المونديالية بعدما تعثروا أمام منتخب رواندا المتواضع أين انتقدوا بشدة بسبب تضييع الفوز، كما انتفضوا بعد هزيمة القاهرة في أم درمان وكافحوا إلى الدقيقة الأخيرة، مما أكسبهم تأشيرة المرور إلى المونديال. وفي نهائيات "الكان" الأخيرة، ظهر الخضر بقوة تكتيكية وبدنية كبيرة في المباراة الثانية من الدور الأول أمام منتخب مالي المدجج بأرمادة من النجوم، وجاء ذلك بعد الخسارة المذلة أمام مالاوي في الجولة الأولى، وبالتالي فإن كابيلو يتخوف من رد فعل عنيف لأشبال سعدان أمام فريقه في المونديال في حال تعثرهم في المباراة الأولى أمام سلوفينيا. وعليه، فإن كابيلو لا يريد الإهتمام كثيرا بمباراة صربيا التي انهزم فيها منافسه القادم في المونديال بثلاثية، وذلك لكون هذا الأخير لا يزال متأثرا نفسيا بما حدث له في كأس إفريقيا و بالأخص في المباراة نصف النهائية أمام الخصم الغريم مصر، كما أنه واجه منتخبا احتل صدارة مجموعته في تصفيات المونديال والتي تواجد فيها المنتخب الفرنسي. وبتحليل ما قاله كابيلو، فإن المدرب الوطني يمكن أن يحدث المفاجأة في المونديال القادم، حيث يكفيه التحضير النفسي الجيد قبل المنافسة وقبيل المباريات أيضا، لأن لكل مباراة خصائصها التي تميزها عن غيرها. وكما قال مدرب المنتخب المحلي عبد الحق بن شيخة، فإنه يجب الإلمام بكل الجوانب التحضيرية لتفادي الندم وتأثير التعثرات، إذ أنه ينبغي إعداد المجموعة نفسيا لتسيير المباريات في كل الظروف، في حال تلقي الأهداف وفي حال الفوز، وكذلك حسن دراسة الخصم جيدا بعد لحظات من المباراة واختيار اللاعب الجاهز نفسيا ووضعه في المكان المناسب، وهي كلها أمور تفطن إليها سعدان، حتى أنه أكد على هذه النقطة مرارا وأوضح أن التحضير للمونديال سيقتصر على الإعداد النفسي للاعبين. مدرب منتخب الإمارات سلوفيني وسيزود بلاده بمعلومات عن الخضر أكدت بعض المصادر أن مدرب منتخب الإمارات الذي سيواجهه المنتخب الوطني وديا يوم 4 جوان القادم، سيقوم بدراسة وافية للخضر في تلك المباراة ليزود منتخب بلاده، باعتباره من جنسية سلوفينية، التي سيستفيد منها في المباراة الأولى في المونديال، حيث سيواجه المنتخب الجزائري يوم 13 جوان، وبالتالي فإن المدرب الوطني سعدان عليه أن يكون حذر،ا لأن المدرب الإماراتي سريشكو كاتانيش الذي سبق له وأن درب منتخب سلوفينيا، سيقوم بتسجيل نقاط ضعف وقوة الخضر في المباراة من سنة 1998 إلى غاية 2002 وأهله لكأس العالم 2002 بكوريا واليابان، سيسجل كل نقاط القوة والضعف لدى الخضر ويقدمها بدون شك لمدرب منتخب بلاده الذي سيقابل الخضر تسعة أيام فقط بعد ذلك.