أبدى سكان حي لزاتيمة الواقع على مسافة 1 كلم عن مقر بلدية فوكة بولاية تيبازة سخطهم اللامتناهي والشديد من بقاء انشغالاتهم عالقة من دون بوادر للانفراج، حيث بقيت جل المطالب المطروحة المتعلقة بها رهن ادراج المسؤولين المحليين الذين لا يتذكرونهم في واقع الأمر إلا أيام الحملات الانتخابية ليمطرونهم بوعود أضحت من كثرة اجترارها مجرد كلام، وحديث" ممضوغ" موجه للاستهلاك المحلي فقط. وعدد أهل الحي مشاكلهم التي تراكمت على مر الأزمنة والعقود بدءا بغياب الإنارة العمومية، هذا المرفق العمومي الحيوي الذي حرموا منه رغم أنه مطلب ملح يظل يتصدر قائمة انشغلاتهم في الظرف الحالي، وهوالأمر الذي زاد من مخاوف السكان من تعرضهم لأية اعتداءات محتملة وجعلهم يعيشون هاجسا رهيبا لا يفارقهم خصوصا أثناء فترة الليل أين تشتد العتمة، وتنعدم الرؤية تماما ما يوفر فرصة ملائمة ومواتية للصوص في أن يسيطروا على بقعتهم للسطو ونهب ممتلكاتهم مطالبين في السياق ذاته السلطات المحلية بالتعجيل في توفير الأمن لهم ما سيضع حدا لأولئك الشرذمة من المنحرفين على حد قولهم الذين لطالما هيمنوا وسيطروا على بقعتهم ليبثوا الرعب والهلع بين أوساط سكانه. وفي شق آخر يواجه أهل الحي أزمة مياه خانقة جراء انعدام الماء الشروب الأمر الذي دفع بالكبار والصغار على حد سواء إلى أن يجوبوا يوميا رحلة بحث عن هذه المادة الحيوية التي أصبحت بمثابة عملة نادرة يصعب الحصول عليها لكن بالمقابل فإن هذا الوضع ساهم بشكل لافت في انتعاش تجارة الصهاريج التي كثيرا ما تتجاوز أسعارها عتبة 600 دج. اهتراء الطرقات ومسالك الأزقة وجه آخر لمعاناة يومية، عمرت لقرون هنا لدرجة ان الحركة أصبحت شبه مشلولة على مستوى الحي الذي يتحول في فترة التساقط إلى مستنقعات موحلة أما صيفا فتجف لتصبح غبارا متطايرا في الأجواء. بالإضافة إلى كل ما ورد من معضلات ومتاعب أثقلت كاهل الكبار والصغار، حدثنا أهل الحي عن مشكلة لا تقل أهمية عن تلك السابقة ذكرها ألا وهي عدم ربط سكناتهم بشبكة الصرف الصحي ما اظطر بهم إلى تدبر أمورهم بحفر مطمورات يتخلصون فيها من فضلاتهم وسوائلهم السامة التي امتزجت بيومياتهم لكنها سرعان ما أثبتت أنها بالحل غير الجدي والناجع حيث تنفجر وتفيض لتطفو على سطح المحيط السكني مشكلة بركا من العفن ومصدرا للأذى الذي يمتد إلى بيوتهم سيما في ظل التكاثر الفظيع للباعوض وانتشار الأمراض التنفسية الخطيرة جراء الروائح الكريهة والمقرفة التي تتسلل إلى الغرف لتكدر من صفو عيشهم.