في لهجة مشددة، هددت تركيا أمس الاحتلال الإسرائيلي بقطع العلاقات اذا لم يقدم هذا الأخير اعتذارات عن المجزرة التي ارتكبها في حق أسطول الحرية الذي كان يقل متضامنين من مختلف دول العالم وكذا مساعدات انسانية، لكسر الحصار الظالم المفروض على غزة، وهي المجزرة التي خلفت استشهاد تسعة اتراك، معلنة في نفس الوقت إغلاق مجالها الجوي أمام الرحلات العسكرية الإسرائيلية. وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، إن بلاده ستقطع علاقاتها مع الدولة العبرية إذا لم تعتذر الأخيرة عن الهجوم الذي شنته قوة كوماندوس إسرائيلية نهاية ماي على أسطول الحرية،مشددا على ضرورة اعتذار الاحتلال عن هجومه أوالقبول بنتائج لجنة تحقيق دولية، محذرا من أنه في حال لم تفعل إسرائيل ذلك فإن العلاقات ستقطع. في المقابل سارعت إسرائيل أمس، إلى الرد على هذه التهديدات، مؤكدة على لسان مسؤول في مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أنها "لن تعتذر أبدا" عن الهجوم على الأسطول الإنساني الذي خلف 20 قتيلا معظمهم من الأتراك .حيث إدعت إسرائيل أن ما قامت به من مجزرة " يعتبر في نظرها دفاعا عن سكانها. وأن لها الحق في منع نقل أسلحة من إيران إلى غزة" في حين أن السفينة كانت تقل مساعدات إنسانية ومتضامنين مسالمين هدفهم الوحيد كان كسر الحصار التجويعي والظالم على غزة، أمام صمت المجتمع الدولي المتواطئ مع الاحتلال . وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهوجدد تأكيده، على أن إسرائيل لن تعتذر عن الهجوم الذي شنته قواتها في المياه الدولية على اسطول الحرية. فيما تصر تركيا حتى الآن، على ضرورة تشكيل لجنة تحقيق دولية ومستقلة في الهجوم على أسطول الحرية . وفي خطوة إجرائية أعلن داود أوغلوأن بلاده أغلقت مجالها الجوي أمام جميع الرحلات العسكرية الإسرائيلية ردا على العدوان الإسرائيلي، حيث أوضح أن هذا القرار لم يتخذ لرحلة واحدة أورحلتين فقط، مشيرا إلى انه قد يصار إلى توسيع نطاقه بحيث يشمل الرحلات المدنية أيضا. وكانت السلطات التركية أعلنت الأسبوع الماضي أنها أغلقت مجالها الجوي أمام طائرتين عسكريتين إسرائيليتين، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن هذا الإغلاق لا يشمل جميع الرحلات العسكرية.