تتواصل لليوم السادس على التوالي بمدينة سرت الليبية وإلى غاية الثالث من أوت القادم، فعاليات أعمال مخيم الشباب القومي العربي في دورته العشرين التي حملت إسم الشهيد "عمر المختار"، وسط حضور العديد من السياسيين والمفكرين العرب وأكثر من 150 شاب وفتاة من معظم الأقطار العربية. وحسب مصدر مسؤول، فلقد شهد، أول أمس، مخيم الشباب القومي العربي هجوما حادا على النظام المصري، حيث إتهم الدكتور "أحمد محمد إبراهيم" أمين عام المركز العالمي لدراسات وأبحاث الكتاب الأخضر، الحكومة المصرية بالحكومة "العميلة" لتواطئها مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في غزة على حد قوله مؤكدا على فصل الشعب المصري عن نظامه القائم الذي بدد كافة مقومات العروبة والوحدة العربية القومية، موضحا في الوقت نفسه بأن السفارة المصرية في تل أبيب تقدم تقارير مخابراتية للسلطات الإسرائيلية عن المقاومة وعن الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، مدعيا بأنه يمتلك وثائق ودلائل هامة تثبت صحة كلامه، وبأن قناة السويس صارت قناة ملاحية لسلطات الاحتلال وإنها لا تخدم سوى مصلحة الاحتلال والولايات المتحدةالأمريكية. وأضاف ذات المصدر، أن ملتقى الشباب القومي العربي الذي جاء تحت شعار "تحديات المشروع النهضوى العربي"، عرف عدة مداخلات صبت حول مفهوم الوحدة العربية القائمة على الدولة المدنية في كافة أنحاء الوطن العربي، لافتين إلى أن أهم التحديات التي تواجه تحقيق القومية العربية حاليا، هي الطائفية والعرقية والقبلية المنتشرة في الوطن العربي، إلى جانب الاحتلال الأمريكي والصهيوني لبعض الساحات العربية، بالإضافة إلى تعطيل عجلة التنمية سواء الاقتصادية او السياسية او البشرية، مطالبين بضرورة تدريس القيم والروح القومية في المناهج العربية التعليمة. ومن جهته، أعلن الدكتور محمد سعيد إدريس، رئيس وحدة الدرسات العربية والثورة بمركز الأهرام للدراسات والأمين العام لملتقى الشباب العربي القومي، في ندوة له بعنوان "تحديات المشروع النهضوي العربي" أن العدو الأول للعرب هو الكيان الصهيوني الذي لازال يعيق العملية النهضوية للتنمية. أما كل من إيران وتركيا، فهم ليسوا أعداء، بل حلفاء الحاضر والمستقبل. وكشف إدريس عن وجود مخطط أمريكي إسرائيلي لاختيار جمال مبارك نجل الرئيس الحالي، رئيسا لمصر، مستندا لما قاله أحد الجنرالات الاسرائيلية في حكومة أولمارت في محاضرة له عن التوجهات الاسرائيلية تجاه "مصر وسوريا وإيران ولبنان"، مشيرا إلى أن الوحدة العربية تواجه حاليا ست أزمات حقيقية تمنعها من تحقيق المشروع النهضوي، وهي "التجزئة، التخلف، الظلم الاجتماعي، الاستبداد، غياب التحرر والجمود الحضاري"، وأنهى ندوته بالتأكيد على أنه آن الأوان ليكون هناك مشروع نهضوي عربي، على غرار المشاريع النهضوية للقوى في منطقة الشرق الأوسط، منها إيران وتركيا، موضحا أن الخطورة على الأمة العربية تزداد بزيادة الأزمة وأن الحل الوحيد هو صنع التغيير بإتحاد الطاقات الشابة لمواجهة التحديات الراهنة. إلى جانب ذلك، تطرق المتدخلون للآلية المثلى لتحقيق الديمقراطية، وكيف تم إقصاء المشروع القومي النووي الليبي نتيجة الضغوط الدولية مقابل رفع الحصار الإقتصادي عن طرابلس، وكذا السبل التي تحقق الوحدة العربية. هذا، ويواصل الشباب عقد مجموعة من ورش العمل والموائد المستديرة على هامش مناقشة المشروع النهضوى العربى.