أجمع نواب بالمجلس الشعبي الوطني، على أن الدعوة لحل البرلمان لاغية، وتقاطع أعضاء الغرفة السفلى في اعتبار دواعي الحل غير متوفرة، ردا على الدعوة التي أطلقتها لويزة حنون الأمينة العامة لحزب العمال والمتضمنة حل البرلمان وتنظيم انتخابات تشريعية مسبقة. واعتبر عبد الحميد سي عفيف رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون والجالية بالمجلس الشعبي الوطني، في تصريح لموقع إذاعة الجزائر، أن الأسباب الموضوعية والدوافع القانونية والشرعية لحل البرلمان غير متوفرة، محيلا إلى شرعية ما تمخض عن الانتخابات التشريعية التعددية للسابع عشر ماي 2007. كما يستهجن سي عفيف كيف تنادي حنون إلى حل البرلمان، مع أنها عضوة فيه ولا تزال تنشط في هياكله. ويدافع سي عفيف عن مردود البرلمان بحديثه عن عطاء تشريعي سمح بتمرير العديد من مشاريع القوانين، ويذهب محدثنا إلى أنّه بدل المطالبة بحل البرلمان، من الأفضل التحضير للانتخابات التشريعية المزمعة في 2012. ومن جانبه، ربط النائب فيلالي غوين عن كتلة حركة الإصلاح الوطني، عودة التسويق إلى حل البرلمان، بمشاكل حزبية دفعت حنون إلى المطالبة بحل مؤسسة دستورية من أجل ترتيب شؤون داخلية. ورغم اعتقاده بتراجع النشاط البرلماني، إلا أنه يرى بلا جدوى حل الهيئة التشريعية، مشيرا إلى عدم معقولية اعتماد خطوة لتبرير فشل حزب وتفسير إخفاقاته، ملاحظا أنه إن كانت هناك دعوة، فلتكن خاصة بتنظيم انتخابات نيابية مسبقة، وذلك لا يكون إلاّ باتفاق بين مختلف الشركاء السياسيين من أجل تحسين وتقوية المجالس المنتخبة. وأشار عبد الرحمان رافع النائب عن كتلة حزب التجمع الوطني الديمقراطي، أن الدعوة لحل البرلمان مردود عليها، وليس لها أي أساس منطقي، واصفا المسألة ب "اللاحدث". ونصح النائب خليل ماحي كل من يشكك في شرعية البرلمان بالإقدام على الاستقالة. في حين يبدي النائب محند سديات النائب عن التجمع الوطني الديمقراطي، استغرابا لخطوة حنون ودواعيها، طارحا تساؤلات عن الطارئ الذي يقتضي حل مؤسسة تشريعية بوزن المجلس الشعبي الوطني في هذا الظرف. وذهب النائب الأفالاني فتاح حاج محمد، إلى أن بيت القصيد في الدعوة لحل البرلمان، تكمن في تغيير عدد من نواب حزب العمال لانتمائهم السياسي، مصنفا ما يجري في خانة "محاولة انتقامية"، متسائلا عما إذا كان مثل هذا الإشكال سيجد حلا له بحل البرلمان. وأشار صالح دجال النائب عن جبهة التحرير، إلى أن الدعوة منفردة وليس لها مبررات تسوغ حل البرلمان لأسباب كثيرة وموضوعية، مقدرا أنه إذا كانت دعوة حنون منطلقة بناء على أسباب داخلية حزبية، لا ينبغي أن تنعكس على مؤسسة مثل المجلس الشعبي الوطني الذي له دور أساسي في شؤون الدولة.