أكد رئيس لجنة التهيئة العمرانية للتعمير والسكن والأشغال العمومية، بالمجلس الشعبي الولائي لولاية الجزائر، ملهاق أحمد، بأن نتائج البرنامح الخماسي الذي يقضي عامه الأخير كانت جد إيجابية وباتت في هذه المرحلة كل المعطيات مهيأة لتكون لدينا شبكة نقل على منوال الدول المتقدمة. كما أكد المتحدث بأنه مع نهاية العام الجاري ستكون كامل بلديات العاصمة مغطاة بالماء الشروب 24/24 ساعة، فيما ستكون كل المياه التي تصب في البحر مع حلول 2012 مطهرة. * كيف تقيّم مستوى الإنجازات على مستوى قطاع الأشغال العمومية بولاية الجزائر؟ ** فيما يخص شبكة الطرقات فإن ولاية الجزائر فتحت ورشة كبرى تم من خلالها إنجاز شبكة لا يستهان بها من الطرقات الحديثة والجديدة، روعيت في كل مراحل إنجازها المعايير الدولية بمراقبة من المخابر الوطنية، حيث عرفت شبكة طرقات ولاية الجزائر "أول" عملية تحديث وصيانة مكثفة مرّت عبر ثلاثة مستويات انطلاقا من توسعة الطرقات الوطنية والولائية، وإلى جانب تهيئة تلك التي تضررت سابقا. وتقسّم هذه الطرقات إلى طرق سريعة وطرق بلدية وطرق أحياء، يضاف إلى ذلك مشروع تحديث وتطوير شبكة السكك الحديدية الذي عرف مراحل متقدمة من الإنجازات بتشغيل الخط المكهرب الرابط بين الثنية العفرون، والذي باشر العمل بمعدل رحلة كل أربعين دقيقة على أن يصل المعدل في المراحل القليلة القادمة إلى معدل رحلة كل 7 دقائق. * لكن هذه الطرقات المنجزة لا تستجيب في كثير من الأحيان لمعايير الجودة والنوعية وتظهر بها العيوب بعد فترة وجيزة؟ ** هذه المعطيات هي حقيقة حاصلة وكانت اللجنة الولائية، مؤخرا، قد قدّمت تقارير مفصلة طالبت فيها المسؤولين بتحديد أسباب بروز تلك المشاكل والسلبيات. وأوضحت الجهات المختصة بأن الخلل لا يكمن في نوعية أو مقاييس الإنجاز، ففي واقع الأمر الطرقات تتحمل أكثر من طاقتها الاستيعابية كونها تمت بناءً على مقاييس محددة تجعلها تتحمل 140 ألف سيّارة، بينما تتجول في العاصمة يوميا ما يقارب 300 ألف سيارة يوميا زيادة على 1200 شاحنة تدخل ميناء الجزائر بصفة يومية. * إذاً ما هي الحلول المبرمجة؟ ** الحلول هي استلام الهياكل القاعدية الجاري العمل بها حاليا كالترامواي والميترو... وتشغيل القطارات المكهربة ليتم التخفيف من عوامل الازدحام وإضفاء جوّ من الحداثة والفاعلية على حظيرة النقل للعاصمة، وسيكون المواطن الجزائري جد مرتاح باستعماله لواحد من هذه الهياكل التي تتميز بالسرعة والفاعلية. وقد عرفت عملية الإنجاز في مشروع الميترو الذي ظل يراوح مكانه منذ 1982 قفزة نوعية في العشرية الأخيرة، وسيسلم الشطر الأول منه الذي يربط بين ساحة البريد المركزي وحي البدر، بالقبة، في نهاية العام مشروع "الترامواي" الذي يمشي على مسافة 23 كلم من جسر المعدومين حتى درڤانة بمراحل، حيث يمر على باب الزوار وبرج الكيفان، وسيساهم في حل مشاكل الازدحام والطرقات. كما توجد دراسة لمشروع آخر موازٍ وهو مشروع "الترامواي" غرب، الذي لا يزال قيد الدراسة إلى غاية الآن. ومن ناحية الهياكل القاعدية، فإن مشروعي "الترامواي" و"الميترو" سيربطان الجزائر العاصمة من الناحية العرضية، على أن تربط شبكة "التلي فيليك" الجزائر العاصمة من الناحية الأفقية عن طريق العربات المعلقة. وبذلك، كل الأمور مهيأة لتكون شبكة نقل على منوال الدول المتقدمة، ومن ضمنها مشروع "البطاقة الموحدة" التي يسري العمل بها في كامل الأجهزة المذكورة اعتبارا من انقضاء آجال التسليم الخاصة بكل المشاريع المذكورة. أما فيما يخص ميناء الجزائر، فتجري وتستمر حاليا محاولات التخفيف على الميناء عن طريق خلق الميناءات الجافة مع الاستعانة بالخبرة الدولية في مجال التسيير لاستدراك العجز أو التأخر الحاصل. * ماذا عن نسبة تغطية العاصمة بالمياه الشروب؟ ** في نهاية العام الجاري ستكون لدينا تغطية "دائمة" و"شاملة" لكل بلديات الجزائر العاصمة، وتصل حاليا نسبة التغطية الدائمة بالماء الشروب على مستوى ولاية الجزائر إلى ما يفوق الثمانين بالمئة، حيث يوجد ما يقارب 40 بلدية لها تغطية 24/24 بالماء الشروب، وما يقارب 10 بالمئة من البلديات تستفيد من تغطية نصف دائمة، وتجدر الإشارة إلى أن شبكة الربط في هذه المرحلة منتهية تماما. وفي هذا الصدد، يذكر أن محطة الحامة لتحلية مياه البحر سمحت بإعطاء التوازن للمياه الجوفية من آبار، وكذلك الحفاظ على المستوى المرتفع لمياه السدود بيد أن هذا المشكل سيقضى عليه مع نهاية العهدة. ومقارنة بما سبق، الكل يشهد بأن مشكل المياه في ولاية الجزائر قد عولج. أما في مجال تنقية الأودية خصوصا التي تصب في البحر خصوصا مع اقتراب موسم الاصطياف، ففي آفاق عام 2012 -إن شاء الله- سيكون لدينا 0 ٪ من المياه القذرة تصب بالبحر نتيجة العمل المكثف الذي تشترك فيه كل الجهات المختصة من مؤسسات وطنية وأجنبية تلتزم وتعكف على تنقية الوديان وتأهيلها، حيث يوجد في العاصمة أزيد من 70 واد، وقد تمت تهيئة أغلبها في المراحل الأخيرة حتى لا تفيض على سكان العاصمة، وفي ذلك عهدت السلطات الولائية، مؤخرا، لشركات أجنبية بمهمة إنجاز "أنفاق عملاقة" تصب في البحار قصد تفادي الكوارث الطبيعية. كما تم إنجاز محطات لمعالجة المياه القذرة حتى تذهب إلى المحيط نقية، والمجلس كذلك أعطى ميزانية خاصة لتهيئتها وتهيئة الشواطئ، ونتيجة هذه البرامج جد واضحة ففي كل سنة يفتتح شاطئ جديد للسباحة وهذا يعد من صميم الإنجازات الكبرى لمشروع رئيس الجمهورية الذي فتح كل تلك الورشات الكبرى التي أتاحت للمواطن العاصمي الاستفادة من خدمات كانت تعقد الحياة اليومية لعدة سنوات.