شرعت بعض الأوساط الجماهيرية الجزائرية والمغربية في حملة مسبوقة لتفادي الصراع اللارياضي بين أنصار البلدين كما حدث بين الجزائر ومصر من قبل، حيث تستعمل في ذلك كل الوسائل الممكنة من تجمعات ومنتديات تدعوفيها الجميع خاصة وسائل الإعلام إلى عدم الانحراف عن الدور المنوط بها في مثل هذه المواجهات الهامة، وذكرت أيضا بأن الأخوة التي تجمع الشعبين لا ينبغي أن تفرقها مباراة في كرة القدم. كما أن الصراعات السياسية يجب ان تبقى بعيدة عن المجال الرياضي، وقال أنصار جزائريون إن الخطأ الذي وقع خلال مواجهة المنتخب المصري لن يتكرر مرة أخرى، لأن ذلك من شأنه أن يخلق توترات جديدة قد لا يحمد عقباها ولن يكون هناك مستفيد، والكل لاحظ كيف أن الأمور عادت إلى مجاريها بسرعة بين مسؤولي الرياضة في الجزائر ومصر. أبواق الفتنة تتكرر قبل المواجهة الواعدة في شهر مارس وقد دفعت الهزيمة القاسية التي تعرض المنتخب الوطني ضد نظيره لجمهورية إفريقيا الوسطى، في إطار الجولة الثانية من التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2012 بعض الأطراف إلى محاولة التغطية عن هذه الهزيمة بتعبئة الرأي العام للمباراة المقبلة ضد المنتخب المغربي والمقررة في شهر مارس المقبل، والتأكيد أن هذه المواجهة هي الخطوة التي ستؤهل الجزائر إلى النهائيات المذكورة، وأنها فرصة لتصحيح كبوتي إفريقيا الوسطى وتنزانيا، ومن الجانب المغربي بدأت أطراف أخرى تعبر عن سخريتها من الخضر معتبرة إياهم مجرد منتخب عادي رغم مشاركته في المونديال، وهي المعطيات التي خلقت أجواء التوتر بين البلدين قبل خمسة أشهر كاملة من الموعد. الطرف المغربي يذكر بدعم الخضر في مونديال جنوب إفريقيا وأمام هذه الحملة التي وصفت باللارياضية، والتي تأتي على بعد خمسة أشهر من النزال المرتقب بين المنتخبين، التجأت مجموعة من الجماهير الجزائرية إلى المواقع الإلكترونية الشعبية ونقلت رفضها التام لحملة إعلامية من هذا القبيل، وركزت على رفضها الشديد تحميل المباراة ضد المغرب أكثر مما تحتمل، حرصا على العلاقة الأخوية بين شعبي البلدين، والتي جسدها دعم الجمهور المغربي للمنتخب الجزائري في مونديال جنوب إفريقيا، إذ شجع الجمهور المغربي، لاعبي الخضر خلال المباريات التي خاضوا غمارها في المونديال، كما أن مجموعة من وسائل الإعلام الدولية تناقلت صورا للجماهير الجزائرية والمغربية جنبا إلى جنب. ويضرب أنصار الجزائر دائما المثل بما حدث خلال نهائيات كأس أمم إفريقيا لعام 1988، والتي أقيمت في المغرب، إذ لاقى المنتخب الوطني دعما لم يكن أحد يتصوره، فرغم العلاقة المتذبذبة بين البلدين، آثر الجمهور المغربي تشجيع منتخب الخضر، وهوالأمر الذي فوجئ به لاعبوالمنتخب الوطني وجمهوره وقرروا الضغط من أجل إعادة فتح الحدود بين البلدين. ومن الوقائع التي تحدثت عنها مجموعة من الفعاليات الجزائرية، المطالبة بضرورة عدم تحميل مباراة المغرب ضد الجزائر حمولة غير رياضية، هي اشتغال مجموعة من المدربين في المغرب، كما أن مجموعة من قدماء الكرة الجزائرية يحتفي بهم في المملكة المغربية كلما حلوا بأرض المغرب كمحيي الدين خالف ولخضر بلومي ورابح سعدان وغيرهم من نجوم كرة القدم الجزائرية، كما أن الفرق الجزائرية أصبحت تفضل إقامة معسكراتها في المغرب على غرار شبيبة القبائل ومولودية وهران وغيرها. كوربيس "يحلل" روراوة من أجل تدريب الخضر أكد المدرب الفرنسي رولان كوربيس، في تصريح مثير لجريدة لوباريزيان الفرنسية، بأنه جد متحمس لقيادة منتخب الأفناك في الفترة الحالية وذلك بعد العرض المغري الذي وصله من الاتحادية الجزائرية لكرة القدم خصوصا بعد الهزيمة النكراء التي تكبدها الخضر فيإفريقيا الوسطى، وقد تكلم كوربيس عن المباراة القادمة أمام اسود الأطلس بطريقة توحي بأنه قد تلقى بعض الضمانات للإشراف على المنتخب الوطني بالرغم من أنه نفى أن يكون قد تلقى اتصالا مباشرا من طرف روراوة ومؤكدا في نفس الوقت بأنه تلقى اتصالا من طرف شخص مجهول قدم نفسه على أنه عضوفي الفاف. وبدا كوربيس وكأنه يعرف جيدا المنتخب الوطني ومشواره في التصفيات ويعرف حتى منافسه المغربي ومدربه غيريتس، كما بعث برسالة تودد لروراوة والشعب الجزائري قائلا "عاصمي أو جزائري أو شخصا قضى فترة من حياته في مرسيليا، فإنه ليس بشخص غريب عن الجزائر". وخاليلوزيتش يرفض عرض الفاف ومن جهته، رفض المدرب وحيد خاليلوزيتش فكرة الإشراف على المنتخب الوطني بعد أن عرض عليه الأمر من طرف المسؤولين الجزائريين، وبرر المدرب الحالي لنادي ديناموزغرب الصربي ذلك قائلا" إذا اتصلت بي الجزائر، أضن بأنه من المستحيل أن أرد بالإيجاب، صحيح أنا مستعد لكي أشرف على الأفناك، ولكن في الوقت الراهن الظروف غير مهيأة لذلك. وجدير بالذكر أن وحيد أقيل من تدريب منتخب كوت ديفوار بعد الخسارة أمام الجزائر في ربع نهائي كأس أمم أفريقيا بأنغولا ودرب من قبل عدة نوادي على غرار ليل، ران، باريس سان جرمان وترابزون سبور.