أجمعت الطبقة السياسية في الجزائر على الانحراف الخطير الذي سقط فيه الأشقاء المصريين في معاملتهم للجزائريين الذين رافقوا الفريق الوطني لكرة القادم، في مباراة السبت، واعتبروا ما جرى قبل وأثناء وبعد المقابلة تجاوز لكل الحدود، يهدد مصير العلاقات بين البلدين الشقيقين. * * بوحجة (جبهة التحرير): هذه بشاعة وموعدنا في السودان * وفي هذا الإطار يقول السعيد بوحجة، الناطق باسم حزب جبهة التحرير الوطني، "المضايقات والممارسات اللاأخلاقية واللارياضية التي صار يتعرض لها الفريق الوطني ومرافقوه إلى مصر، صارت مألوفة منذ عقود من الزمن، غير أن الجديد فيها هو البشاعة التي ميزت الاعتداءات التي تعرضت لها البعثة الجزائرية هذه المرة". * وعبر بوحجة في اتصال مع "الشروق"، عن استنكار حزب جبهة التحرير الوطني، لما عاناه الرعايا الجزائريين هذه المرة، وقال "نستنكر بشدة ما تعرض له الفريق الوطني ومناصروه، وسنذهب إلى السودان ومعنوياتنا للعودة بتأشيرة التأهل إلى المونديال". * وتابع بوحجة هجومه على السلطات المصرية، "عيب وعار على دولة مثل مصر تعتبر نفسها متحضرة، يرتكب على أرضها مثل هذه الممارسات، التي كنا نعتقد أنها زالت حتى من الدول التي توصف بالمتخلفة التي تعجز عن توفير الحماية والأمن لضيوفها"، يضيف المتحدث. * * شهاب صديق (الأرندي): محاولة لتحويل الأنظار عن مشاكل النظام المصري * من جهته، قال صديق شهاب، القيادي بحزب التجمع الوطني الديمقراطي، إن ما حدث للفريق الوطني ومناصريه في العاصمة المصرية، "يندى له الجبين ولا يمت بصلة إلى كرم الضيافة"، وأكد أن ذلك كان نتيجة سياسة النفاق المبرمجة التي تعاطت بها السلطات المصرية مع الجزائريين، فهم يروجون، كما قال شهاب، لأمور تبدو وردية، لكنهم سرعان ما يدعون لأشياء أخرى مغايرة.. * كما أرجع ما حدث ل"الحملة الإعلامية المسبقة وعملية الشحن من طرف الفضائيات والصحافة المصرية، عكس ما قامت به "الشروق" من جهود لتهدئة الوضع، وهي المبادرة التي لم تجد آذانا صاغية لدى الطرف المصري"، لافتا إلى أن حقد بعض المصريين على كل ما هو جزائري نابع من صراع غير بائن بين البلدين حول ريادة العرب، وقال في هذا الصدد "الجزائر معروفة عالميا بثورتها الكبيرة وقيمها العالية، ومصر معروفة بحضارتها". * وذكر شهاب أن ما حدث يعتبر "محاولة من نظام القاهرة لتحويل اهتمامات الشعب المصري عن مشاكله الداخلية ومواقفه غير المشرفة إزاء بعض القضايا المصيرية للأمة، مثل القضية الفلسطينية، باعتبار مباراة فريقهم مع الفريق الوطني، مسألة حياة أو موت، بهدف البحث عن الاستقرار السياسي المؤدي إلى توريث (نجل الرئيس المصري منصب أبيه) السلطة". * وتابع صديق شهاب "لقد تأثرنا كثيرا مما وقع للفريق الوطني، لأنه يعتبر رمزا من رمز السيادة الوطنية، كما تأثرنا للاعتداءات التي طالت جزائريين ذهبوا لمناصرة فريقهم"، مثمنا ما قامت به وزارة الشؤون الخارجية التي استدعت سفير مصر بالجزائر لتبليغه احتجاج الجزائر، غير أنه شدد على عدم الانصياع وراء أي قرار خطأ قد يؤثر على العلاقات الثنائية. * * عبد الرزاق مقري (حمس): ما حصل تجاوز حدود المعقول * وعلى غرار من سبق، رفض القيادي في حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، الاعتداءات المصرية على البعثة الجزائرية، وقال "أعتقد أن الذي حصل ويحصل في مصر تجاوز كل حدود المعقول"، مشيرا إلى أن القضية تجاوزت الشأن الرياضي وأصبحت على حافة مخاطر حقيقية، من شأنها أن تعمق العداوة بين البلدين الشقيقين. * ولم يستبعد النائب الثاني في حركة مجتمع السلم، أن يكون ما تعرض له الجزائريون مدبر من طرف جهات صهيونية بغرض التأثير على العلاقات الأخوية بين الشعبين الجزائري والمصري، قائلا "لا أستبعد دور أيادي خفية فيما حصل ويحصل بالقاهرة، لتعميق العداوة بين الشعبين، خاصة وأن التواجد الصهيوني على الأراضي المصرية لا يخفى على أحد، وله أيادي طولى في هذا البلد.. أؤكد شيئا ما خطيرا يحدث في مصر"، غير أن ذلك لم يمنعه من التأكيد على أن "لا ينساق الطرفان وراء قرارات خاطئة قد تخدم مخططات العدو الصهيوني في النهاية". * * محمد حديبي (النهضة): على الحكومة حماية رعاياها * كما نددت حركة النهضة بالاعتداءات الهمجية التي تعرض لها الفريق الوطني لكرة القدم ومناصروه قبل وأثناء وبعد المباراة، واعتبر ذلك "لا أخلاقيا ولا يمت بصلة إلى الآداب التي قررها الإسلام في حق الضيف"، وقال النائب بالمجلس الشعبي الوطني، محمد حديبي، "نندد ونستنكر من هذا الفعل غير الأخلاقي، الذي لا يمت بصلة لشهامة العرب ولآداب الدين الإسلامي في إكرام الضيف، وهو ما لم نعهده عند الشعب المصري الشقيق". * ولفت المتحدث إلى أن النظام المصري يسعى من خلال سكوته إزاء ما حدث للجزائريين، شغل المصريين عن مشاكلهم الاجتماعية والسياسية، ودعا السلطات الجزائرية إلى حماية رعاياها والاضطلاع بمسؤولياتها كاملة. * * ساعد عروس (الأفانا): الأمر مفوض لوزارة الخارجية * أما القيادي بالجبهة الوطنية، ساعد عروس، فقد فوض الأمر للحكومة عبر وزارتها للشؤون الخارجية لاتخاذ الإجراءات التي تراها ضرورية في حماية رعاياها بالخارج، مؤكدا بأن استدعاء الجزائر لسفير مصر بعد حادثة الاعتداء على الفريق الوطني وما تبعه من اعتداءات على الأنصار. * وبدا عروس أكثر دبلوماسية عندما حمل المسؤولية للاتحادية الدولية لكرة القدم وللحكومة المصرية مسؤولية سلامة رعايا الجزائر.