قال محمد الطاهر شعلال أمين عام الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب "أنساج"، أمس الأربعاء، أن كل الشباب الذين حولوا أموال القروض التي تحصلوا عليها في إطار هذا الجهاز دون استحداث المشاريع التي أعلنوا عنها في الملفات التي أودعوها عبر كافة ملحقات "أنساج"، ستحوّل إلى العدالة للفصل فيها ومعاقبة كل المتورطين، واصفا هذه السلوكيات ب "سرقة وتبديد المال العام" وقد توعد ذات المسؤول كل من تسول له نفسه بتقديم معلومات مغلوطة أو تزوير الوثائق للحصول على القروض بعقوبات صارمة تصل حد السجن والغرامات المالية الكبيرة. وأضاف محمد الطاهر شعلال أمين عام الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب "أنساج" في تصريحات أدلى بها للقناه الإذاعية الأولى في عرضه التقييمي لنشاطات ذات الجهاز برسم العام الماضي 2010، أن 20 بالمائة من المشاريع التي أنجزت في إطار ذات الجهاز وكذا الصندوق الوطني للتأمين على البطالة "كناك" ما تزال تعاني من مشاكل عويصة مرتبطة أساسا بالتسيير ومعطيات المحيط الاقتصادي والنسيج الصناعي المحلي، لكن عموما قال شعلال إن مقاربات النمو سجلت طفرة في 2010 مقارنة بالعامين الماضيين 2008 و2009، حيث تم استحداث العام الماضي حوالي 22 ألف مشروع مقابل 10 آلاف مشروع فقط في 2008، و20 ألف مشروع في 2009. وأوضح شعلال أن هذا الأداء كان نتيجة فتح فروع نشاطات إضافية وأيضا التركيز على التكوين والتأهيل، وهما عاملان أساسيان لضمان استمرارية المؤسسة المستحدثة وتوسيع رقعة النشاطات الاستثمارية، خصوصا في المناطق الداخلية، حيث تسجل أعلى مستويات البطالة في أوساط الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و40 سنة. قروض دون فوائد لتحفيز الشباب على الاستثمار وأوضح محمد الطاهر شعلال أن" أنساج" وفي إطار إستراتيجية التحفيز التي تنتهجها تقدم قروض دون فوائد للشباب لتمكينهم من استحداث مؤسساتهم دون أعباء أو ضرائب، قد تؤثر على مردود استثمارات والتي تشمل كافة القطاعات، لاسيما قطاع الفلاحة والصناعة والأشغال العمومية التي توليها السلطات العمومية الأولوية العاجلة خلال المخطط التنموي الجاري 2010 2014، مؤكدا أن "أنساج" تتوقع استحداث 30 ألف مشروع إضافي على المدى المتوسط، لكن شريطة تعاطي الهيئات القطاعية الأخرى إيجابا مع مجهودات "أنساج" بالعمل على إزالة العراقيل والعقبات التي تعترض الشباب الراغب في الاستثمار، خصوصا البنوك التي ما تزال بطيئة في دراسة الملفات، وبالتالي منح القروض المطلوبة لتمويل المشاريع. وقال شعلال إن البنوك قدمت خلال العام الماضي 2010 أكثر من 4.7 مليار دج لتمويل مشاريع المؤسسات المصغرة وحسبه هذا الرقم يبقى ضعيفا مقارنة بحركية الجهاز وعدد الشباب الراغب في الاستثمار. ولم ينف ذات المسؤول بعض المشاكل التي ما تزال تؤثر على مهام وأداء الجهاز، والتي سبق وأن عبّر عنها الشباب الراغب في استحداث مؤسساتهم، وقد رد هذه المعوقات إلى البنوك التي تبقى غير مواكبة لحركية الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب. مجهودات "أنساج" والأجهزة الأخرى ساهمت في تقليص حجم البطالة وقال شعلال إن مجهودات "أنساج" تضاف إلى كل نشاطات الأجهزة الأخرى التي ساهمت بقوة في تقليص مستوى البطالة إلى 10 بالمائة، وهي نسبة تمثل 1.7 مليون عاطل عن العمل بعد أن كان في 2001 يقدرون بأكثر من 5 ملايين عاطل عن العمل. وأفاد ذات المسؤول أن نسبة البطالة بلغت 8.1 % لدى الرجال، و19.1 % لدى النساء، وتمس بشكل خاص فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 20 و30 سنة. وأوضح شعلال "أن المستوى التعليمي والحصول على شهادات، لاسيما الجامعية، يشكلان عوامل حاسمة في ادماج الشباب في سوق العمل". وقدر عدد السكان الناشطين بتسعة ملايين و735 ألف شخص، أي بنسبة تشغيل 27.2 %، وتشكل النساء 15.1 % من السكان الناشطين. وأبرز أمين عام "أنساج" استنادا إلى خارطة التشغيل حسب القطاعات أن قطاع التجارة والخدمات هو الذي يمتص أكثر من نصف مناصب العمل 55.2 بالمائة، متبوعًا بالبناء ب 11 بالمائة والأشغال العمومية ب 19.4 بالمائة والصناعة 13.7 بالمائة، وفي المرتبة الاخيرة نجد قطاع الفلاحة والنشاطات المرتبطة به ب 11.7 بالمائة.