كشفت مصادر إعلامية، في جوبا عن انتهاء التصويت في اليوم الأول للاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان وذلك وسط تقارير حول وجود إقبال كبير من الناخبين الذين اصطفوا في طوابير طويلة أمام مراكز الاقتراع. وأضافت المصادر السابقة أن عملية التصويت جرت دون مشكلات تذكر في ولايات الجنوب وانتهت في المساء .
وفي السياق ذاته، قال المتحدث باسم مفوضية الاستفتاء جورج ماكير إن كل مراكز الاقتراع في جنوب السودان فتحت أبوابها أمام المشاركين في الاستفتاء لتقرير مصير الجنوب وإن المفوضية لم تبلغ بأي شكاوى.
ورغم أنه لم يعكر صفو الاستفتاء أي حادث أمني في الولاياتالجنوبية، إلا أن منطقة أبيي الغنية بالنفط والمتنازع عليها بين الشمال والجنوب شهدت اشتباكات سقط فيها عدد من القتلى.
ووقعت المواجهات بين عناصر من قبيلة المسيرية الرعوية وقبيلة الدنكا نقوك وأسفرت عن عدد من القتلى تباينت تقديراتهم حسب مصادر الطرفين.
واتهم الحاكم الإداري في أبيي دينق اروب كول وهو من الدينكا مقاتلي عرب المسيرية بمهاجمة قرية ميوكول على بعد 18 كيلومترا من مدينة أبيي منذ الجمعة مما أدى إلى اندلاع اشتباكات أسفرت عن مقتل شخص واحد وجرح عدد آخر لم يحدده.
ومن جانبها، ذكرت وسائل إعلامية بريطانية، نقلا عن حامد الأنصاري أحد زعماء قبيلة المسيرية القول :" صباح الأحد كان رعاتنا متوجهين مع ماشيتهم من الأبقار باتجاه النهر عندما اعترض نحو 400 شخص من الدنكا طريقهم وحصلت اشتباكات على بعد نحو 30 كلم شمال شرق مدينة أبيي، فقدنا ثمانية رجال وأصيب 20 آخرين بجروح".
يذكر أنه تم تسجيل ما يقرب من أربعة ملايين شخص للتصويت في الاستفتاء الذي يشمل الجنوبيين الذين يعيشون في شمال السودان ومناطق بعيدة مثل استراليا وكندا.
ولا بد من مشاركة 60 بالمائة على الأقل من المسجلين في الاستفتاء لتعتمد نتيجته، ويتوقع أن تجرى عمليات فرز الأصوات تباعا بعد إغلاق مراكز الاقتراع يوميا على مدى أيام الاستفتاء الذي بدأ في 9 جانفي وينتهى في 15 من الشهر ذاته .
ويشارك في عملية مراقبة الاستفتاء اكثر من 150 هيئة دولية ومحلية بينهم ممثلون عن منظمة الايجاد والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية ومعهد كارتر للسلام وغيرها من المنظمات والهيئات الدولية.
وستعلن نتيجة الاستفتاء بين 6 من فيفري أو في 14 منه إذا وجدت شكاوى واعترضات على النتائج .
وبعد 9 من جويلية 2011 وهي نهاية الفترة الانتقالية التي نصت عليها اتفاقية السلام الشامل قد يصبح جنوب السودان أحدث دولة في القارة الإفريقية في حال قرر الناخبون الانفصال .
وعانى جنوب السودان من حروب طويلة مع الشمال أوقعت نحو مليوني قتيل قبل التوصل إلى اتفاق سلام عام 2005 فتح الباب أمام إجراء هذا الاستفتاء الذي أعطى الجنوبيين حق الاختيار بين الانفصال والوحدة مع الشمال.