بدأ المواطنون الجنوبيون في جنوب وشمال السودان الإدلاء بأصواتهم في استفتاء تقرير مصير الجنوب وسط إجراءات أمنية مشددة مسجلين إقبالا ضعيفا بدأ الآلاف من منسوبي الجيش الشعبي الإدلاء بأصواتهم في مركز مخصص لهم في جوبا، ومن المقرر أن يصوت في هذا المركز نحو مليون عسكري يدلون بأصواتهم جميعا في هذا اليوم. ومن أحد مراكز التصويت بالعاصمة السودانية الخرطوم نقلت مصادر اعلامية أن عمليات التصويت انتظمت وسط إقبال ضعيف في الساعات الأولى من صباح امس، ومن المقرر أن يدلي حوالي 116 ألف جنوبي بأصواتهم في حوالي سبعين مركزا انتخابيا. وفي الدمازين، عاصمة النيل الأزرق، إحدى ولايات التماس بين الشمال والجنوب، نقلت ذات المصادر أن مراكز الاقتراع فتحت أبوابها وفق ما هو مقرر في الثامنة صباحا، وسط إقبال ضعيف. وقبل ساعات قليلة من انطلاق التصويت في الاستفتاء، شهدت مدينة جوباجنوب السودان حراكاً غير مسبوق على المستويات السياسية والأمنية. وقد أدلى رئيس حكومة الجنوب، سلفاكير ميارديت، بصوته في مركز قرب ضريح مؤسس الحركة الشعبية، جون قرنق، بجوبا عاصمة جنوب السودان. وذكر أن حماية الشماليين وممتلكاتهم والأجانب وأفراد لجنة الاستفتاء في الجنوب من مسؤوليات قوات الأمن. كما يجب على قوات الأمن في شمال السودان حماية الجنوبيين هناك. من جهته، قال الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إن إجراء استفتاء هادئ ومنظم يمكن أن يضع السودان من جديد على طريق نحو إقامة علاقات طبيعية مع الولاياتالمتحدة، وإن إجراء استفتاء تسوده الفوضى سيؤدي إلى مزيد من العزلة. وطالب بإجراء الاستفتاء دون ترهيب، وعلى كل الأطراف الامتناع عن الاستفزاز وعدم ممارسة أي ضغوط على مسؤولي الاستفتاء، والعمل على منع وقوع أعمال عنف. وكانت المفوضية القومية للاستفتاء أعلنت أن عملية الاقتراع لتقرير مصير جنوب السودان ستستمر من الثامنة صباحا حتى الخامسة مساء وفق التوقيت المحلي في نحو ثلاثمائة مركز بجميع ولايات السودان وخارجه، طيلة أيام الاستفتاء من التاسع وحتى الخامس عشر من جانفي الجاري. وأكد رئيس مفوضية استفتاء جنوب السودان، محمد إبراهيم خليل، في مؤتمر صحفي أول أمس السبت أن عدد المسجلين الذين يحق لهم الإدلاء بأصواتهم بلغ 3930916 مواطن ومواطنة بواقع 3753815 في الجنوب و116860 في الشمال، بينما بلغ عدد المسجلين في مراكز الخارج 60241 مواطن ومواطنة. وحدد إبراهيم قبول نتيجة الاستفتاء بتجاوز نسبة 60 % من عدد المقترعين، مشيرا إلى أن المفوضية مسؤولة عن إجراءات ونزاهة وشفافية الاستفتاء. وأكد رئيس المفوضية إعلان نتيجة الاستفتاء بعد شهر من نهاية التصويت، معتبرا أن عمل مفوضية الاستفتاء سيستمر حتى نهاية الفترة الانتقالية لاستكمال الإجراءات الإدارية. وفي السياق ذاته، قالت الشرطة إنها نشرت نحو 17500 فرد من عناصرها لتأمين عملية الاستفتاء. ويجري الاستفتاء بموجب اتفاق السلام المبرم بين شمال السودان وجنوبه عام 2005 بعد 21 عاما من الحرب، مع آمال وتطلعات بأن تتم العملية بكاملها حتى إعلان النتيجة في جو آمن ونزيه وحر يفضى إلى سلام مستدام سواء ظل السودان واحدا أو انفصل لدولتين. ورغم أن كثيرين يقولون إن حقيقة وصول الجانبين إلى يوم الاستفتاء دون نشوب حرب تعد إنجازا في حد ذاته، فإن بعض المسائل الشائكة لم تحل بعد مثل وضع الحدود وكيفية اقتسام عائدات السودان من النفط.