أكدت الأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، على ضرورة مراجعة القرارات التي اتخذتها الحكومة والمتعلقة بالإعفاء عن الضرائب لمستوردي بعض المواد الغذائية على إثر الاحتجاجات التي عرفتها بعض ولايات الوطن. وقالت لويزة حنون خلال ندوة صحفية نشطتها بمقر الحزب بالجزائر العاصمة "إن قرارات تخفيض الضرائب خاطئة، لأنها كانت حلا مستعجلا على الدولة أن تراجعها الآن بعد تهدئة الأوضاع". كما اعتبرت حنون أن قرار الدولة بتعويض الفارق في تخفيض أسعار هذه المواد للبائعين بالجملة منطقا غير معقول وغير مقبول، لأن حسبها الدولة ليست تحت رحمة المضاربين". وفي هذا الجانب، دعت حنون السلطات العمومية إلى ضرورة استعادة صلاحياتها في السوق وكسر الاحتكار على التجارة بتسقيف الأسعار والكف عن توسيع احتكار الخواص"، معتبرة أن الدولة "فشلت في التحكم في الأسعار وتطرح في كل مرة حلولا ترقيعية". واقترحت لويزة حنون في هذا الصدد اتخاذ إجراءات ردعية منها استيراد وتوفير على الأقل 51 بالمائة من المواد الواسعة الاستهلاك للتحكم في الأسعار ووضع حد للمضاربين وكذا لضمان الأمن الغذائي. كما شددت في ذات السياق، على ضرورة محاسبة بارونات الاستيراد من خلال تطبيق قاعدة "من أين لك هذا" في إطار مكافحة الفساد من جذوره لنتمكن من استعادة ثقة المواطنين. ومن جهة أخرى، طالبت الأمينة العامة العدالة إلى التعامل بحكمة مع الشباب الذين تم توقيفهم خلال الاحتجاجات الأخيرة لتجنب استغلال ذلك من بعض الأطراف. وبخصوص الأوضاع في تونس اعتبرت لويزة حنون أن ما حدث في تونس يعد ثورة اجتماعية وسياسية حقيقية أصيلة نابعة من العمق على حد تعبيرها لم يتم برمجتها ولا التخطيط لها مسبقا. وأضافت أن هذه الثورة تمثل الجواب الذي تطلع إليه كامل الشعوب الرافضة في كل المعمورة لسياسات النظام الرأسمالي التي تنهب الثروات وترهن السيادات الوطنية، مضيفة أن ما أراده الشعب التونسي هو بنظام موالي للسياسة الإمبريالية، حيث طرح القطيعة التامة. واعتبرت حنون أن اتفاق الشراكة بين تونس والاتحاد الاوروبي هو المتسبب في انهيار الطبقة المتوسطة التونسية. كما دعت الأمينة العامة السلطات الجزائرية إلى استخلاص العبرة مما يحدث في تونس والتحرر كلية من الاتفاق الذي يربطها مع الاتحاد الاوروبي والمبادرة بإصلاح سياسي شامل يرجع الكلمة للشعب ليحدد شكل و مضمون الهيئات التي يجسد فيها الديمقراطية بكل سيادة. وشددت على ضرورة فتح مزيد من الحريات خاصة حرية التعبير و حرية النشاط السياسي و فتح قنوات اتصال مع المواطنين معتبرة أن هذه الإجراءات تعد بمثابة مناعة حقيقية". وفي معرض حديثها عن الوضع في السودان، وصفت لويزة حنون الاستفتاء الجاري حول تقرير مصير الجنوب بالاستفتاء التفكيكي وسابقة خطيرة جدا بالنسبة لكل القارة الإفريقية "ستستفيد منها القوى الاقتصادية العالمية التي ستشرع في نهب الثروات الطبيعية للمنطقة".