دفعتهم الظروف الاجتماعية القاسية إلى الاستنجاد بالطبيعة لضمان مصدر العيش، يقضون ساعات طويلة وسط الحقول الزراعية حيث تجدهم في كل مكان يحملون أدوات الحفر والأكياس البلاستيكية، ويحرصون على اختيار الموقع المناسب حتى لايعودوا بأياد فارغة في نهاية الرحلة الشاقة، رحلة البحث من الغذاء وخيرات الطبيعة المدفوعة تحت الأرض. هؤلاء هم المنقبون على بقايا المحاصيل الزراعية نساء وأطفال، يجوبون هذه الأراض أملا في الحصول على كميات من الغذاء الذي أصبح سلعة نادرة وثمينة بالأسواق المحلية التي تواصل استنزاف جيوب الفقراء بأسعارها التي فاقت قدرات العديد من الأسر بالرغم من وفرة الإنتاج المحلي. وتعد حقول البطاطا مصدر استقطاب رئيسي للباحثين على الغذاء، وتبدأ رحلة هؤلاء مباشرة بعد جني المحصول ومغادرة المزارعين الذين يرفضون دخول الأطفال والنساء إلى الحقول قبل إنتهاء عملية الجني إلا أنهم لا يترددون في تشغيل القصر والنساء لجمع المحصول بأسرع وقت ممكن وبأجور متدنية من خلال أيام الجني ثم يتخلون عنهم إلي الموسم القادم، لكن هؤلاء الأطفال والنساء يعودون مرة أخرى إلى حقول البطاطا للتنقيب عن البقايا المدفونة تحت التراب لأنهم يعرفون بأن طريقة الجمع الميكانيكي للمحصول غالبا ما تترك كميات هامة من البطاطا هنا وهناك وعليهم أن يبذلوا مجهودا كبيرا لإخراج بقايا المحصول والعودة إلى منازلهم مع حلول ساعات المساء. ويعاني الأطفال المنقبون عن المحاصيل الزراعية من البرد والجوع وسط الحقول لكنهم يواصلون العمل ساعات طويلة حتى يظفروا بكمية من البطاطا يبيعونها على قارعة الطريق.