مجلس الأمن فجأة رق قلبه للشعب في ليبيا، فقرر فرض حظر جوي عليها لحماية شعبها من العقيد، لكن هذه الدول التي تشكّل هذا المجلس لم تستطع أن تقرر ولا شيء في حق جمهورية ساحل العاج التي يحكمها رئيس يزكيه الغرب ورئيس آخر يرفضه هذا الغرب، ويموت فيها كل يوم عشرات من الناس الأبرياء بسبب الاقتتال على السلطة، ولكن فرنسا كبدها محروقة على الشعب الليبي، لهذا كانت أكثر الدول إصرارا على هذا الحظر، بل ومصرة حتى على ضرب العقيد. ولسنا هنا بصدد الدفاع عن عقيد بعقل قعيد، ولكن التساؤل عن التمييز بين الدول؟ فالصومال وساحل العاج فيها بشر وشعب مثلهم مثل الشعب الليبي، توجب حمايته وصون كرامته. ورغم أن الصومال دخلت في العقد الثاني من حربها الأهلية، وربما ستمر سنوات أخرى وينقرض هذا الشعب العربي، وهو ربما ما سيحدث لشعب ساحل العاج بسبب الاقتتال الداخلي، فإن مجلس الأمن لم يستطع أن يجد هاتين الدولتين على خارطة العالم، ولربما الشعب الليبي دمه من بترول ودم الصوماليين دماء رخيصة عادية، أو لربما أيضا شعب ليبيا الذي اكتشفت فرنسا حبها له مصنوع من "دال دو صول" وشعب ساحل العاج مصنوع من طين مثله مثل باقي البشر. وكي لا نطيل في "التخلاط"، يتوجب أن نعلم أن الحكاية كلها متعلقة بنفط شعب ليبيا.. أكثر من هذا "دم" الشعب نفسه، وساحل العاج فيها موز فقط والموز يمكن أن تستورده فرنسا والدول المشكلة لمجلس الأمن من كل الدول. أما النفط، فله أماكنه المحددة، ونفط ليبيا خفيف وغالي. أما الصومال، فلا نفط ولا موز ولا هم يحزنون، لذا لن يكتشفها ساركو، كما اكتشف كرستوف كولومبس القارة الأمريكية.