أخيرا وبعد طول انتظار خرج رئيس الفاف الحاج محمد روراوة عن صمته وتحدث أمس في حصة “فوتبال ماغزين” بالقناة الإذاعية الثالثة، وتحدث عن العديد من النقاط التي شغلت الرأي العام. ورغم أنه أكد أن المدرب القادم سيكون أجنبيا، إلا أنه رفض الإفصاح عن اسمه واكتفى بالتأكيد على أنه سيكون من طينة الكبار. لم أفهم شيئا في مباراة مراكش في مستهل حديثه قال المسؤول الأول عن الكرة الجزائرية بكثير من الألم عن مواجهة مراكش: “اللقاء كان كارثة بالنسبة إلي كوني جزائريا بل ومسؤولا عن كرة القدم في الجزائر. أعتقد أنه ما من داع للتفصيل في هذا الموضوع بما أنه تم التطرق إليه بإسهاب في الأيام التي أعقبت هزيمة الخضر ولقد أصبت بخيبة أمل كبيرة حيث أنه انتابني أمل في هذا الفريق الذي يملك إمكانيات لا يستهان بها بالعودة بنتيجة مرضية من مراكش، لكني لم أفهم شيئا. وعموما يجب علينا نسيان هذه الهزيمة بسرعة من أجل تسجيل انطلاقة جديدة...”. المعضلة في خط الهجوم أبدى روراوة امتعاضه واستياءه الشديدين من عقم القاطرة الأمامية للخضر والتي حسبه كانت ولا تزال معطلة، بدليل أنها تسجل نادرا وحتى في الفوز الأخير بعنابة لم يتحقق سوى من ضربة جزاء، وهو ما يتطلب إعادة نظر في كل شيء لإعادة الروح الغائبة عن المنتخب. لم أقتنع بمردود الهجوم منذ مباراة كابيندا وواصل روراوة فتح النار على هجوم الخضر بالتأكيد أن العمل الهجومي لم يعجبه وأنه شخصيا لم يقتنع به منذ مواجهة كابيندا ضد فيلة كوت ديفوار في ربع نهائي الكان الأخيرة بأنغولا، وقال إنه يعول على المدرب الجديد للقضاء على هذا العقم. علينا استيعاب الدرس وأكد روراوة أن هذا الدرس يجب أن يأخذه الطاقم الفني المقبل بعين الجد إذا ما أراد تحقيق نتائج إيجابية في المستقبل. فيما يخصنا نحن عاكفون على تحليل هذه المباراة بطريقة علمية لمعرفة سبب ردة الفعل السلبية التي ظهرت على المجموعة، وهذا كله سيكون حتما في خدمة الطاقم الفني الذي سيتولى الفريق في المستقبل القريب. وعاد إمبراطور قصر دالي ابراهيم للبكاء على الأطلال، بالتأكيد على أن الهزيمة الثقيلة بمراكش وتقلص الحظوظ في التأهل إلى “الكان” كانت من عواقب الانطلاقة السيئة التي سجلها “الخضر” في التصفيات بالتعادل في البليدة مع تانزانيا، وإهدار نقطتين كان وزنهما من ذهب. الخارطة الكروية في إفريقيا تشهد تغيرا كبيرا قال روراوة أن مرحلة الفراغ التي يمر بها الخضر لا تخصهم لوحدهم، لأن منتخب مصر حامل اللقب القاري في الدورات الثلاث الأخيرة فقد بدوره كامل الحظوظ في التأهل إلى النسخة القادمة من العرس القاري، كما أن لمنتخبات عملاقة على الصعيد الإفريقي أمثال الكاميرون ونيجيريا تجد صعوبات جمة في التصفيات الحالية التي قد تفرز عن تأهل منتخبات غير معروفة على غرار بوتسوانا، النيجر... وربما حتى إفريقيا الوسطى وفيما يخصنا يجب أن نركز على شيء واحد وهو أن تأهلنا للمونديال ووصولنا للمربع الذهبي في الكان الأخيرة أصبح جزءا من الماضي وعلينا التركيز أكثر على المستقبل. غياب واضح ل”الكوتشينغ “في مراكش لم ينج المدرب المخلوع للخضر من نيران روراوة حيث قال أن المنتخب افتقد اللمسة الخاصة بالمدرب في مراكش: “غياب واضح للكوتشينغ ورغم ذلك فقد شكرت بن شيخة على تضحياته التي حاول القيام بها لكن للأسف لم يكتب له النجاح”. أنا أكبر من دافع عن المدرب المحلي نصب روراوة نفسه كأكبر مدافع عن المدرب المحلي بدليل منحه الفرصة لبن شيخة وطاقمه وتوفير كامل الإمكانيات من التسيير أمثل لشؤون المنتخب، إلا أن النتائج الميدانية المسجلة لم تكن تتماشى والأهداف المسطرة، ما جعله يعرب عن دعمه المطلق لفكرة استقدام طاقم فني من الطراز العالي على الصعيد العالمي، وذلك بفتح الأبواب أمام كل الكفاءات القادرة على قيادة “الخضر” من أجل اختيار التقنيين الأكفاء الذين باستطاعتهم تدريب النخبة الوطنية، خاصة وأن الإشكال الذي كان مطروحا في السابق يتمثل في الجانب المادي، غير أن الوضعية المالية الحالية للفاف مريحة وتسمح بجلب أي مدرب لقيادة المنتخب، وتسديد راتبه الشهري من عائدات صفقات “السبونسور والماركيتينغ”. لا أرفض أن يكون المساعد جزائريا كرر نفس المتحدث أن المدرب القادم للخضر سيكون كبيرا وأنه لا يعارض إن قبل أن يساعده جزائري إن كان ذلك يصب في منحى تكوينهم فكرة عن التدريب عالي المستوى، وذلك يصب كله في التحضير للانتقال من الهواية إلى الاحتراف لأن الأهم هو إعادة الروح للخضر وتحويلهم لآلة حقيقية تحسن تسجيل الأهداف وتجيد الدفاع في آن واحد. كل ما يروج في الصحافة لا أساس له من الصحة وأضاف روراوة بأنه يتعجب مما تقوم به الصحف التي تتنافس على ذكر أسماء، لكن كل ما تم تداوله لا أساس له من الصحة وأن اسم المدرب القادم للنخبة الوطنية ما يزال سرا لم يصله أي أحد وسيتم الكشف عنه في الوقت المناسب. المدرب القادم سيشرف على الخضر في المباراة المقبلة رغم أن روراوة قد امتنع عن ذكر اسم أو حتى جنسية المدرب القادم، إلا أنه بالمقابل أكد أنه سيكون حاضرا في المواجهة القادمة للخضر والتي سيخوضونها يوم 10 أوت القادم ضد المنتخب التونسي، وهذا لاكتشاف المجموعة والتحضير لخرجة تنزانيا. لا لم يكن هناك أي تعمد للخسارة نفى الحاج روراوة بأن يكون هناك من اللاعبين من تعمد رفع رجليه في مراكش أو حتى اقتصاد مجهوداته، وأن أمرا كهذا غير معقول أن يصدر من محترفين. وأكد بأن التشكيلة الوطنية تتوفر على كفاءات فردية هائلة، ومع ذلك فإن التدعيم البشري أصبح من الضروريات الحتمية، والطاقم الفني القادم مجبر على القيام بثورة كبيرة وسط التعداد من أجل الشروع في مخطط عمل جديد بأسرع وقت ممكن، وبالتالي السعي لتمرير الإسفنجة على “كارثة مراكش” باستقدام جيل جديد من اللاعبين لتدعيم التشكيلة الوطنية، رغم أنه نوه بالتضحيات التي يقدمها اللاعبون المحترفون في الخارج من أجل تشريف الألوان الوطنية، رغم العراقيل والعقبات التي ما فتئت تعترضهم مع أنديتهم. بطولتنا تستغيث وأثرت سلبا على المنتخب وحسب ذات المتحدث فإن القراءة التحليلية لمستوى البطولة الوطنية أظهرت بأن التسيير العشوائي للأندية لا يسمح بإنجاب لاعبين جاهزين تقنيا لتقمص ألوان المنتخب، وخوض منافسات قارية وعالمية، رغم مبادرة الاتحادية الانطلاق في أول بطولة وطنية محترفة، لكن هذه التجربة لم تحمل أي جديد من الناحية الميدانية، وانعكاسات ذلك على المنتخبات الوطنية، وأنه يتمنى أن تدخل الأندية مرحلة الاحتراف الحقيقي في أسرع وقت، لأن البطولة القوية تلد منتخبا كذلك والعكس صحيح.