احتفلت جريدة الشعب بذكرى تأسيسها ال 55 أمس الأحد وقد استضافت عدة وجوه تاريخية ساهمت في استمرار الجريدة على راسهم رضا مالك محمد الميلي والبروفيسور شولي، وقد قالت مديرة الجريدة في خلال تدخلها في منتدى أن "المجاهد" ليست جريدة كباقي الجرائد، لأنها ولدت من رحم الحرب واسم المجاهد يختصر تاريخ والجزائر ومسارها بعد الاستقلال. أما رضا مالك، فقد اعتبر أن الجريدة مرت بكثير من المراحل والمحن، وقد سببت صداعا للسلطات الفرنسية جعلها تقدم على تزوير الجريدة في خطوة لم تحدث حسبه أبدا من قبل، وأضاف رئيس الحكومة الأسبق أن الطاقم الأول للجريدة اختير على أساس الثقة وعلاقاته بقادة الثورة. وفي معرض حديثه عن تجربته مع الجريدة والذي كان أحد المحررين فيها، قال مالك إنه " ليس هنا لإعطاء الدروس وإنما لنقل شهادة تارخية عن تجربته في الجريدة". وأوضح ذات المتحدث في ما يخص النسخة العربية للمجاهد، والتي اعتبرها أنها كانت لها نفس الخط ولها نفس الاتجاه للجريدة ولم تكن واحدة أحسن من الأخرى، بل كانا يكملان بعضهما البعض مثل اليدين في الجسم، وأضاف قائلا إن الجزائر سبقت تونس ومصر بثورتها، "يتحدثون عن الثورة الديمقراطية، في تونس ومصر الجزائر أول من قام بثورة ديمقراطية في 1954". وعن علاقة الصحفيين بجريدة المجاهد بالقادة الثوريين وطريقة العمل، قال مالك إن القادة منحوهم كل الحرية في الكتابة ولم يكن أحدا يسألهم عن عملهم "هم يحاسبون فقط عن الخط الذي تنتهجه الجريدة"، حيث كان الخط الأساسي للجريدة يضيف رئيس الحكومة الأسبق هو "الاستقلال" وكلمة إستقلال حسب ذات المتحدث كانت تشكل جريمة اذا نطق بها أي جزائري إبان الثورة وتعاقبه السلطات الفرنسية، معتبرا أن الثورة الجزائرية كانت شاملة "ثورة ثقافية، سياسية اجتماعية اقتصادية" من أجل قطع أي علاقة بفرنسا. أما البروفيسور شولي، فقد أكد في شهادته أن كريم بلقاسم وعبان رمضان والقادة الثوريون كانوا في حاجة إلى منبر إعلامي يبثون فيه افكار الثورة، وهو ما دفع لإطلاق جريدة المجاهد في 1956 لتكون لسان حال جيش وجبهة التحرير الوطني، واعتبر ان "اسم المجاهد" الذي اطلق على الجريدة لم يكن له دلالة دينية فقط بل كان يرمز لكل الجزائر، وقد خصص العدد الأول للجريدة حسب شولي لشرح أهداف الثورة عبر كل الولايات ومن أجل إظهار ان الذين قاموا بالثورة ليسوا متمردين بل رجال أحرار نهضوا من اجل نيل استقلال بلدهم.