كشف اوزير العدل حافظ الأختام، الطيب بلعيز، خلال زيارة قادته أول من أمس الخميس إلى ولاية الجلفة، برفقة ممثل هيئة الأممالمتحدة، أنه لن يطالب من اليوم فصاعدا المسجون المفرج عنه بصحيفة السوابق العدلية في كل الحالات والتي كانت عائقا أمامه في الحصول على منصب شغل، وهو الشرط الذي اشتكى منه الآلاف من الذين أمضوا فترات عقوباتهم في السجون لارتكابهم جنحا معينة. كما صرح بلعيز على هامش زيارة عمل وتفقد لمؤسسة إعادة التربية الجديدة بعين وسارة بولاية الجلفة، أن المفرج عنهم من السجون بإمكانهم أن يلتحقوا بمناصب شغل في عدد كبير من القطاعات وأنهم سيعاملون على قدم المساواة مع جميع الشباب الآخرين دون أن تشكل صحيفة السوابق العدلية عائقا أمامهم، وهذا من خلال التعليمية الرسمية التي جاءت في القرار الأخير من طرف الحكومة. وفي هذا المجال، أكد الوزير أن المؤسسات العقابية الجديدة عرفت تحسنات من خلال انجازها التي أكد أنها تخضع لمقاييس ومعايير دولية حماية لحقوق الإنسان المقررة دوليا، إذ أوضح أن المسجون يبقى محافظا على حقوقه الإنسانية وكرامته البشرية، وما المؤسسة العقابية سوى تقييد لحريته. وكان وزير العدل قد أشرف على افتتاح المؤسسة العقابية المتواجدة بالمخرج الغربي لعين وسارة وتستجيب هذه المؤسسة المتربعة على 20 هكتارا التي تندرج ضمن البرنامج الاستعجالي لفخامة رئيس الجمهورية المتضمن بناء 13 مؤسسة عقابية تتسع في مجملها ل 19 ألف مكان للمعايير الدولية في مجال احترام حقوق الإنسان حسب الشروح التي قدمت بعين المكان، ويعتبر هذا المركز الخاص بإعادة التربية المتواجدة بالمخرج الغربي لمدينة عين وسارة الأحدث على مستوى إفريقيا من خلال ما يوفره من شروط الراحة التي تسمح بإعادة التربية وإعادة إدماج النزلاء، حيث تعتبر هذه المؤسسة العقابية الثالثة من نوعها بعد فتح كل من مؤسستي برج بوعريريج وبجاية، وتتوفر هذه المؤسسة الجديدة التي قام الوزير بجولة استطلاعية فيها في كل مرافق وأنحاء المؤسسة على خمس أجنحة مستقلة للحبس مخصصة بالأمن المشدد والمتوسط والعادي، وكذا الأحداث، ويضم هذا المركز كذلك جناحا طبيا وقاعات كبرى مخصصة للنشاطات المتعددة للرياضة و الثقافة. وأوضح مدير القطاع أنه يوجد 1750 مقعد بيداغوجي بهذه المؤسسة، وأضاف المسؤول الأول عن قطاع العدالة على هامش الندوة الصحفية أن هناك 70 بالمائة من الناجحين في شهادة التعليم المتوسط عبر الوطن، بينما اجتاز حوالي 3400 مترشحا لشهادة البكالوريا، إذ أكد أنه يوجد من بين المساجين من تحصلوا على 30 ألف ديبلوم، من بينهم 700 جامعي متخرج سجين، وهذا بغرض تهذيب سلوك النزلاء وتحضيرهم لإعادة إدماجهم في المجتمع. وفي موضوع آخر، كشف الوزير أنه سيتم القضاء نهائيا على الاكتظاظ في السجون الجزائرية وفقا لتعليمات رئيس الجمهورية، وهذا باحترام المساجين وضرورة العناية والسهر على راحتهم. وتجدر الاشارة الى انه تم ربط هذه المؤسسة العقابية عبر شبكة الساتل بالادارة المركزية والمديرية العامة لادارة السجون وإعادة الإدماج، ووضع نظام للتسيير الآلي ومتابعة فئة المحبوسين لتحديد مسار كل سجين وظروف حبسه ومتابعة سلوكه أثناء فترة تواجده بالمؤسسة إلى غاية اطلاق سراحه لضمان تكفل مثالي للنلاء في جميع الجوانب لاسيما منها التكفل الصحي للمحبوسين، لتختتم زيارته بهذه المؤسسة بتكريم المساجين الفائزين في دورة رياضية أقيمت بالمناسبة، وتم من خلالها توزيع الجوائز على المساجين المتفوقين.