حجز أكثر من 38 طن مخدرات العام الماضي دعا المدير العام للديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها السيد عبد المالك سايح أمس بالعاصمة، المجتمع المدني إلى المساهمة في التصدي لانتشار المخدرات والتحسيس حول خطورتها• وقال السيد سايح خلال ملتقى تكويني حول إعداد المشاريع الخاصة بالوقاية من المخدرات لفائدة الإطارات العاملة بالجمعيات، إن ظاهرة المخدرات ''أصبحت تعرف من يوم لآخر تزايدا مخيفا سواء من حيث المتاجرة أوالاستهلاك'' وبالتالي ''أصبح دور الجمعيات أساسيا في المشاركة في مكافحتها''• وسجل بهذه المناسبة أن ''استهلاك المخدرات القوية مثل الكوكايين من طرف الشباب بدأ يعرف رواجا ويغزو أسواقنا''• وأضاف أن دور المجتمع المدني ''يبدو بالغ الأهمية، ولبنة أساسية في مجال المساهمة والتأثير السلمي'' باعتباره ''شريكا فعالا'' في الإجراءات الوقائية خاصة تجاه الشباب• ودعا المدير العام للديوان ممثلي الجمعيات الحاضرين في الملتقى إلى التخطيط لحملات توعية تجاه الشباب باستعمال أساليب فعالة، منها اختيار الخطاب الصحيح المؤثر للتحسيس حول مخاطر استعمال المخدرات والإقبال عليها• بدوره أوضح السيد عيسى قاسمي إطار بالديوان أن الملتقى هو ''نداء للجمعيات لتضع يدها في يد السلطات العمومية لمكافحة الاتجار والإدمان على المخدرات'' لأن نجاح هذه الأخيرة حسبه ''مرهون بالتعاون وتظافر جهود الجميع''• كما اعتبر اللقاء تعبيرا عن استعداد الديوان وكل السلطات العمومية للتعاون وفتح المجال للمجتمع المدني ''للمشاركة بفعالية في مكافحة هذه الآفة الفتاكة''• وفي مداخلته قدم السيد قاسمي نظرة وأرقاما حول تطور انتشار ظاهرة الاتجار بالمخدرات واستهلاكها في الجزائر، مسجلا أن ''أول إنذار كان في 1975 بعد حجز 3 أطنان من القنب دفعة واحدة''• وأشار إلى أن الركود الاقتصادي وظهور بوادر التذمر الاجتماعي ودوامة العنف هي عوامل أدت إلى تفاقم مختلف الآفات منها المخدرات التي اعتبرها خطرا حقيقيا انتشر بسرعة، بدليل ارتفاع نسبة المحجوزات من القنب الهندي ب100 بالمائة بين 2002 و.2004 وأوضح أن أنواع المخدرات الأكثر انتشارا في الجزائر هي القنب الهندي والمؤثرات العقلية، مؤكدا على أهمية التجنيد الواسع على جميع المستويات خاصة بعد تحول الجزائر من منطقة عبور إلى منطقة استهلاك• وقال أيضا إن جزءً كبيرا من الإنتاج المغربي للقنب الهندي يمر عبر الموانئ الجزائرية الرئيسية باتجاه أوروبا، وأن الكميات الموجهة إلى دول أوروبية تقدر ب87,73 بالمائة في حين 13,26 بالمائة توجه للاستهلاك المحلي• 48 بالمائة من تهريب المخدرات يتم بغرب البلاد وأوضح السيد قاسمي أن طريق التهريب المفضل هو الحدود المغربية، إضافة إلى البيض والنعامة وورقلة والوادي، مبرزا أن 48 بالمائة من تهريب المخدرات يتم عبر غرب الوطن• وأشار في هذا الصدد إلى وجود علاقة وثيقة بين شبكات التهريب الوطنية وشبكات التهريب الدولية المتخصصة في الجريمة المنظمة العابرة للأوطان• وقدم المسؤول بهذه المناسبة إحصائيات لكميات القنب الهندي المحجوزة منذ 1992 إلى ,2008 إذ تم حجز مجموع 4,116 طن مسجلا أن سنة 1999 عرفت حجز 4,4 طن وسنة 2004 ما يعادل 3,12 طنا، وسنة 2007 كمية قدرت ب5,16 طنا أما سنة 2008 فتم حجز أكثر من 38 طنا• وتم خلال سنة 2008 حجز أكثر من 716 غرام من الكوكايين و54 غراما من الكراك و381 غرام من الهيروين إلى جانب المؤثرات العقلية• أما عن القضايا المقدمة أمام العدالة والخاصة بالمخدرات، فسجل المحاضر أن فئة الشباب البالغ سنهم بين 18 و25 سنة هم المعنيين أكثر بنسبة 11,43 من مجموع القضايا البالغ عددها 86 832 قضية مسجلة من سنة 1994 إلى .2004 للإشارة فإن هذا الملتقى قد برمج لفائدة 34 ممثلا للجمعيات من ولايات الوسط، ويؤطره مختصون من الجزائر ومن فرنسا• وعلى هامش الملتقى أشارت ممثلة مجموعة ''بومبيدو'' الفرنسية التي تنشط مع المجلس الأوروبي في المكافحة ضد المخدرات السيدة خيرة مقدم أن التعاون بين الديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها ومجموعة ''بومبيدو'' يرتكز على مجال البحث والجوانب التقنية للحملات التحسيسية• وأضافت أن التعاون بين الجانبين سيشمل قريبا المجال القانوني، مشيرة إلى أن لقاء سيجري بعد أسبوعين لفائدة القضاة حول تطبيق القانون في مجال مكافحة المخدرات• ومن جهتهم أوضح الخبراء الذين استقدمهم الديوان من فرنسا أنهم سيسعون خلال الملتقى إلى تقديم تجربتهم الخاصة في محاربة المخدرات، وكذا مساعدة نظرائهم الجزائريين من ممثلي المجتمع المدني في إعداد خطة لبرنامج الوقاية ومكافحة هذه الظاهرة على أرض الواقع• وأشار الخبير أوليفيى رومان من ميتس (جنوبفرنسا) أن 7 شباب ضمن 10 ممن يقل سنهم عن 17 سنة في فرنسا تعاطوا مخدرات ولومرة واحدة في حياتهم، مضيفا أن الجزائر بلد معرض لخطر انتشار المخدرات جراء العولمة والتفتح الاقتصادي رغم أنها ''لا تعرف نفس التفكك الأسري الذي تعرفه فرنسا''• وأضاف أن التنظيم الذي يعمل ضمنه يعتمد على الملاحظة أولا، ثم تحديد ما يتقبله الشاب ومن هو أكثر مصداقية في نظره وأكثر فعالية وتأثيرا، ومن ثم تأتي مرحلة تحديد الوسيلة المستعملة إما الاتصال المباشر أو باستعمال الأنترنت•