- أفادت مصادر مطلعة من وزارة والفلاحة بأن المبادرة جاءت – كما أكدها الفلاحون أنفسهم - لاحتواء ظاهرة المضاربة التي استفحلت منذ حوالي شهر يقودها الوسطاء الذين ضاعفوا من هوامش الربح وبالتالي ارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية على مستوى أسواق الجملة وأسواق التجزئة علاوة على نشاط المحتكرين الذين يصادرون المنتوج قبل خروجه من الحقول وتحويله إلى مستودعات التخزين لصرفه بعد نفاد العرض بالسعر الذي يحلو لهم في ظل الغياب التام لمصالح المراقبة وقمع الغش. وأضافت مصادرنا أن عملية جني محصول البطاطا على مستوى كل من حقول بومرداس وبسكرة قد انطلقت، حيث وصلت عملية جني البطاطا المبكرة في ولاية بسكرة إلى نسبة 60 بالمئة ما يعادل 460 طن في اليوم وبقاء نسبة 40 بالمئة منها سيتم جنيها خلال هذه الأيام وتقدّر إجمالا ب3420 طن. وفيما يخص البطاطا الموسمية التي تشغل في ذات الولاية مساحة 1060 هكتار أي 300 قنطار في الهكتار الواحد، فمن المنتظر جني حوالي 31800 طن قبل نهاية أفريل الجاري. أما في ولاية بومرداس فقد انطلقت عملية جني البطاطا المبكرة في ظروف جيدة وينتظر توفير أكثر من 400 طن فضلا عن المنتوج الموسمي الذي ستنطلق عملية جنيه عما قريب. ومن المنتظر أن تساهم الكميات التي سيتم جنيها في خفض الأسعار وتزويد السوق بالكميات الكافية في انتظار أن تنطلق العملية في باقي الولايات المنتجة للبطاطا وعلى رأسها ولاية الشلف وعين الدفلى و بدرجة أقل ورڤلة ومعسكر. للإشارة، فان ولاية بومرداس معروفة بإنتاجها الوفير لمختلف أنواع البطاطا المبكرة منها والموسمية، إلى جانب محصول آخر الموسم، حيث تتربع هذه الأنواع على مساحة 3000 هكتار ما يعادل 200 قنطار في الهكتار الواحد ويتم جني أزيد من 400 طن في اليوم. ومن المنتظر -حسب نفس المصادر- أن يصل إنتاج هذه السنة بين مختلف الأنواع إلى 60 ألف طن. وحسب معظم تجار أسواق الجملة في ولايتي الجزائر والبليدة، فإن السبب الرئيسي وراء ارتفاع أسعار المنتوج الاستهلاكي رقم واحد لدى العائلة الجزائرية في فئة الخضروات يكمن في تفشي ظاهرة المضاربة والاحتكار، حيث ما تزال لوبيات نافذة تسيطر على أسواق الجملة وأخرى على الأسواق على مستوى الحقول تعمل بالتنسيق فيما بينها بهدف الربح السريع. وقد استنكر هؤلاء التجار سكوت وتغاضي مصالح وزارة التجارة وقمع الغش عن هذه الخروقات. ..وأسعار الخضر ستستقر خلال أيام علمت "الأمة العربية" من مصادر مقربة من وزارة الفلاحة أن مصالح هذه الأخيرة تبذل جهودا كبيرة لتجاوز حالة التذبذب في التموين التي يشهدها سوق الخضر والفواكه، مما دفع شبكات الربح السريع إلى استغلال الظرف وفتح باب المضاربة ورفع هامش الربح. وقد عرف شهرا أكتوبر وأفريل حالات تذبذب في التوزيع بلغت حد الندرة في بعض المناطق، إلا أن الوزارة قد تغلبت على مشكل ارتفاع الأسعار في أكتوبر الماضي وتسعى حاليا للتخلص من التذبذب قبل نهاية أفريل الجاري. وعلم من ذات المصادر أن أسعار الخضر ستنخفض خلال أيام قليلة، حيث شرع الفلاحون في عمليات الجني خاصة على مستوى الأراضي الرملية، فيما ينتظر أن تشمل العملية بقية الأراضي الطينية بعد تحسن الأحوال الجوية.