بدأت في مركز الحسين الثقافي برأس العين بالامارات امس السبت أعمال المؤتمر الحادي والعشرين للمجمع العربي للموسيقى. وقال وزير الثقافة جريس سماوي في حفل الافتتاح إن المؤتمر يعد استثنائيا لأنه يُعنى بالمنتج الأبهى للإنسان العربي ويحرك عواطفه وهواجسه صوب المحبة ألا وهو الموسيقى مضيفا إن المؤتمرين في عالم الاقتصاد والكلمة يختلفون لكنهم يتفقون حين تجمعهم لغة الموسيقى لغة الجمال والإبداع. واستعرض تاريخ ونشأة تطور الموسيقى من بدايات القرن الماضي في مصر وأهمية التوثيق الموسيقي مؤكدا إن التاريخ العربي القديم كان له المكان الأكثر رحابة للموسيقى. وقال سماوي إن المخيلة الشعبية للموسيقى جديرة بوصف أنها مخيلة نبيلة وما تزال جديرة بالبحث والدراسة. مدير الإدارة الثقافية وممثل المجمع العربي للموسيقى بجامعة الدول العربية ممدوح موصلي قال إن المجمع يشكل صمام أمان للحفاظ على الذاكرة الموسيقية العربية وحمايتها من الثقافات الأخرى مستعرضا ابرز مشروعات المجمع المتمثلة بتخت الموسيقي العربي، وقاموس الموسيقى العربي ومعجم اللغات الموسيقي في العالم الذي سيصدره المجمع بعدة لغات. واعتبر إن الثقافة والفنون الموسيقية أدوات هامة للعمل العربي المشترك وتكمل ما عجز السياسي عن انجازه. وثمن دور المجمع في الكشف عن المواهب الجديدة واحتضانها من خلال التأكيد على الهوية الموسيقية العربية التي تمتد من المحيط إلى الخليج. وتحدث موصلي عن أهمية المؤتمر الموسيقي الشبابي العربي الأوروبي الذي يعقده المجمع بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي وتمنى إن يحقق نتائج ناهضة بالموسيقى العربية وإبراز أهميتها عالميا . وقالت رئيسة المجمع العربي للموسيقى رتيبة الحفني إن الفن لا ينفك يرتبط بالسلام ويسهم في بناء المجتمع ولا ينعزل عنه وتمنت إن تتغير الموسيقى للأفضل. وثمنت دعم جامعة الدول العربية للمجمع للنهوض بالموسيقى العربية، مؤكدة إن المجمع أصبح نموذجا مصغرا عن الجامعة، لكنه يناقش القضايا الفنية الثقافية وليس السياسية. وأشار أمين عام المجمع كفاح فاخوري إلى إن المجمع يحتفي في الذكرى الأربعين لتأسيسه بعقد المؤتمر الحادي والعشرين له موضحا إن المجمع الذي يعتبر إحدى منظمات جامعة الدول العربية المتخصصة في الموسيقى ومقره عمان يعمل ضمن استراتيجيات لتطوير واقع الموسيقى العربية وتعليمها ونشر ثقافة الموسيقى العربية وجمع تراثها والحفاظ عليه، بالإضافة إلى تعزيز الذخيرة الموسيقية الآلية والغنائية وترويجها. وقال إن المجمع يراقب تطور الموسيقى في الوطن العربي من خلال مندوبين يمثلون الدول الأعضاء فيه ويعنى بالأبحاث والدراسات والتخطيط والتربية الموسيقية والمعلومات والاتصالات والإعلام والنقد والمهن الموسيقية وصناعة الآلات الموسيقية. ويأمل ممثل عضو المجلس التنفيذي في الهيئة العلمية ممثل الأردن في المجمع العربي للموسيقى الدكتور عبد الحميد حمام إن لا تنعكس الظروف الجديدة في الوطن العربي على الموسيقى العربية بالضعف.وتحدث عن المسؤولية التي وصفها بالكبيرة والملقاة على عاتق المعهد الوطني للموسيقى ومساهماته بالنهوض بالموسيقى العربية.وعقدت عقب الافتتاح جلسات تم خلالها مناقشة تقارير اللجان المنبثقة عن المجمع إلى جانب ندوة حول الأغنية العربية المعاصرة بمشاركة الدكتور محمود قطّاط من تونس وعبد العزيز بن عبد الجليل من المغرب والدكتور عبد الله مختار السباعي من ليبيا والدكتور عبد الحميد حمام من الأردن. إضافة إلى جلسات حول الشعر والموسيقى في الأغنية العربية المعاصرة بمشاركة الدكتور يوسف طنوس من لبنان وعباس سليمان السباعي من السودان وعبد الحميد المعيني من الأردن والأمين بشيشي من الجزائر. وتقدم فرقة عمان للموسيقى العربية بقيادة الفنان صخر حتر أمسيات موسيقية خلال أيام المؤتمر إضافة إلى حفلة لبيت الرواد التابعة لأمانة عمان الكبرى التي تقدم مجموعة من الموشحات الموسيقية ومقطوعات من الفن الأصيل والأغاني الشعبية وتقدم الفنانة اللبنانية هيام يونس مجموعة من الأغاني من التراث الأردني والعربي. يشارك في المؤتمر ممثلون عن الأردن وتونس والسعودية والسودان وسوريا والعراق وسلطنة عمان وفلسطين ولبنان والمغرب واليمن.وكرّم وزير الثقافة في ختام فعاليات الافتتاح عددا من الشخصيات التي أسهمت في تطوير الأغنية العربية.