يشرع المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش بداية من يوم غد في التحضير الفعلي لمواجهة الجولة الأخيرة لتصفيات كأس إفريقيا للأمم 2012 المقررة في التاسع من الشهر الحالي أمام منتخب إفريقيا الوسطى بملعب 5 جويلية، حيث و بعد حلوله بالجزائر أمس رفقة مساعديه، فقد وجه نداء لجميع اللاعبين الذين تم استدعائهم من أجل الحضور الضروري إلى مركز سيدي موسى مساء الغد على أكثر تقدير و هدد كل من يتخلف عن هذا الموعد بالعقوبة خاصة وأنه سبق أن سلطها على بودبوز من قبل و بالتالي فلا مجال للتلاعب بقراراته، ومن المتوقع أن يعقد المدرب البوسني اجتماع مع اللاعبين قصد الكشف عن برنامج العمل الذي سيخضعون له طيلة أيام التحضير سواء في ملعب 5 جويلية أو نادي الجيش ببني مسوس، كما انه سيقوم بتحسيسهم بأهمية الفوز بهذه المباراة رغم عدم تأثيرها على مصير الخضر باعتبارهم قد خرجوا مسبقا من المنافسة، فضلا عن حثهم على تقديم أداء يقنع الأنصار بالدرجة الأولى خاصة وأن الضغط لن يكون مفروضا عليهم عكس المنافس الذي يبحث عن النقاط الثلاثة التي قد تؤهله للسفر إلى البنين و غينيا الإستوائية. مباراة إفريقيا الوسطى ستسقط عدة أسماء من مفكرة المدرب
و يسعى حاليلوزيتش من خلال هذه المباراة إلى معاينة لاعبيه مرة أخرى و أخيرة بالنسبة للبعض على غرار المخضرمين الذين ينشطون في البطولات الخليجية مثل عنتر يحي و بلحاج و حتى بوقرة و يبدة، إذ سبق وأن وجه لهم إشارات ضمنية بأنهم سيتواجدون تحت دائرة الضوء، وهو ما يعني أن ظهورهم بمستوى ضعيف أو متوسط قد يعجل برحيلهم من المنتخب و يلقون نفس مصير زياني و مغني، رغم أن حجة إبعاد هذين الأخيرين هي الإصابة و انخفاض المستوى، على حد تأكيد المدرب، و يدرك مسؤول العارضة الفنية للخضر بأن مواجهة إفريقيا الوسطى تعتبر آخر فرصة بالنسبة له لأخذ فكرة واضحة عن كل لاعب و بالتالي فهي محطة جد هامة للقيام بالغربلة المطلوبة للتشكيلة، وذلك لكونها آخر مباراة رسمية، والتي عادة ما تبرز الإمكانيات الحقيقية لكل عنصر عكس المباريات الودية، وهذا قبيل الدخول في غمار إقصائيات كأس إفريقيا للأمم و كذلك كأس العالم 2014 و التي تعتبر الهدف الأول بالنسبة له. سيعاين أكبر عدد من المحترفين تمهيدا لتدعيم تشكيلة الخضر مستقبلا ومن خلال كل هذه المعطيات، فإن تشكيلة المنتخب الوطني ستطرأ عليها عدة تغييرات بعد مباراة الأحد المقبل، حيث سيبقي حاليلوزيتش فقط على العناصر الشابة التي يرى بأنها قادرة على المزيد من العطاء مستقبلا و التي تتجاوب كذلك مع خططه، وتؤكد أغلب المؤشرات أن المدرب سيعتمد بالدرجة الأولى على العناصر المحترفة مع تدعيم نوعي بشبان جدد ينشطون في مختلف البطولات الأوروبية، إذ يأتي ذلك في وقت يعتزم فيه القيام بمعاينة دقيقة لبعض اللاعبين من أجل استدعائهم خلال الإستحقاقات القادمة تمهيدا لإبعاد عدد كبير من المخضرمين و المحليين لاقتناعه بعدم جدوى الإحتفاظ بهم و بناء على طلب الأنصار أيضا، وقد أصيب بخيبة أمل كبيرة في لاعبي الدوري المحلي الذين كان يراهن عليهم لتدعيم صفوف الخضر في إطار عملية الغربلة التي ينوي القيام بها مباشرة بعد نهاية تصفيات كاس أمم إفريقيا 2012 في الشهر القادم ، حيث لم يقتنع بالمستوى الفني و البدني الذي قدمه اللاعبون المعنيون مباشرة بمتابعته على غرار عبد المؤمن جابو ، الحارس فوزي شاوشي و لعموري جديات و آخرون رغم أنهم يحملون صفة لاعب دولي و لعبوا في المنتخب في فترات مختلفة في عهد رابح سعدان و عبد الحق بن شيخة ، و حسب بعض المصادر، فان حاليلوزيتش بات أكثر اقتناعا بان السياسة التي ظل يعتمدها المدربون الذين تعاقبوا على تدريب الخضر في العشرية الأخيرة بالاعتماد المفرط على اللاعبين المحترفين في الخارج و تغييب اللاعبين المحليين لم تكن تهميشا لهم بقدر ما كانت حقيقة واضحة أثبتها الميدان مفادها أن اللاعب المحلي حضوره الذهني ضعيف و أدائه الفني متواضع و لا يستغل المهارات التي يتمتع بها بشكل صحيح كما أن مردوده البدني متواضع و في أحسن الأحوال. المدرب الوطني محبط من مستوى اللاعب المحلي بعد متابعة ثلاث مباريات ومن خلال معاينة بسيطة لمباريات شبيبة القبائل و مولودية الجزائر من جهة و اتحاد العاصمة و اتحاد الحراش من جهة أخرى إضافة إلى مولودية الجزائر و وفاق سطيف، و بالتالي معاينة الأندية التي تضم أحسن العناصر الوطنية، وقف المدرب الوطني على حقيقة مرة وهي أن النجوم التي يتدافع من أجلها رؤساء الأندية لا تقدم مستوى كبير عكس ما كان يتوقع، حيث يبقى هؤلاء مجرد لاعبين عاديين لا يختلفون عن زملائهم الآخرين وهو ما يعني أن هؤلاء الرؤساء هم الذين صنعوا نجوميتهم برفع قيمتهم المالية في السوق دون التأكد الفعلي من إمكانياتهم، و خرج منها حاليلوزيتش مندهشا حتى من طريقة لعب الأندية الجزائرية التي، حسبه، تتشدد في تطبيق الخطط التكتيكية الدفاعية و نادرا ما تبادر إلى الهجوم و كأنها تلعب من أجل نقطة التعادل التي ترضي الفريقين ، و هذا ما جعله يدرك سبب العقم الهجومي الذي يطارد هجوم الخضر منذ سنوات رغم وجود عدد من المهاجمين المميزين. حظوظ المحليين مع حاليلوزيتش قليلة جدا للمشاركة في تصفيات المونديال و قد ازدادت قناعة المدرب البوسني بعدم التفكير في تدعيم تشكيلة الخضر باللاعبين المحليين على الأقل في الوقت الراهن و ذلك لضعف التكوين بالدرجة الأولى و عدم الحضور البدني و العقلي في المباريات فضلا عن عدم إجادتهم للعب الجماعي، حيث أن أفضل الفرديات التي تحوي عليها البطولة الوطنية لا تجد ضالتها إطلاقا عند ارتدائها للقميص الوطني وهو ما يعني أن اللعب للمنتخب يختلف تماما عن اللعب للنادي نظرا لتغير كل المعطيات و الظروف العامة، و أمام هذا الواقع، فانه يستبعد أن يعتمد حاليلوزيتش على اللاعبين المحليين خلال الاستحقاقات الدولية التي تنتظر الخضر بداية من العام القادم خاصة في تصفيات كأس العالم 2014 بالبرازيل ، حيث مجال الخطأ فيها منعدم و لا توجد فرصة لتجريب لاعبين جدد قد يخلطون حساباته.