تعتبر وحدة تطوير الأجهزة الشمسية التي يعود تاريخ إنشائها إلى سنة ,1987 المؤسسة العمومية الوحيدة ذات الطابع العلمي والتقني التابعة لقطاع التعليم العالي، والمتخصصة في مجال أبحاث استغلال الطاقة الشمسية بالجزائر، حسبما صرح به المهندس بن جباس هشام، المسؤول التقني للورشات. وأكد بن جباس هشام في لقاء بمقر الوحدة بمناسبة اجتماع تقني للمديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي، أن ''المتر المربع الواحد بالجزائر يستقبل حوالي ألف كيلو واط سنويا من الطاقة الشمسية، وهو ما يمثل طاقة مئة لتر من الوقود''. مضيفا أن ''الدولة الجزائرية فكرت في استغلال هذا النوع من الطاقة النظيفة، وهو ما تجسد في استفادة الوحدة من مقر عصري للأبحاث والإنجاز ببلدية بواسماعيل سنة 2006 يعتبر مفخرة للبحث العلمي في الجزائر''. وتتوفر الوحدة، حسب شروحات ذات الإطار، على قسمين أحدهما متخصص في تجهيزات الطاقات المتجددة والآخر يختص في مجال التبريد الشمسي ومعالجة المياه، وتوجد على مستوى كل قسم فرق بحث متخصصة في عدة مجالات، مثل التسخين الشمسي الأجهزة الهجينة ومختلف الأجهزة الخاصة بتحلية مياه البحر أو تصفية مياه الصرف الصحي، وكلها تعمل بالطاقة الشمسية. كما توجد بها أيضا ثلاث ورشات مختصة تعمل على تطوير البحث لمختلف الفرق والتصاميم الرقمية، وكذا صناعة وتجهيز وتثبيت مختلف المشاريع مع الجهات التي تعاقدت معها الوحدة، مثل قيادة الدرك الوطني، حيث تم تركيب محطة مدمجة في الشبكة لإنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية لدى درك زرالدة بقدرة 35 كيلواط ستدخل حيز الخدمة في سبتمبر 2010 وهي الأولى من نوعها على المستوى الوطني. وحسب ذات المسؤول، قامت الوحدة بإدخال تعديلات على أجهزة الاتصالات اللاسلكية للجيش، حيث يمكن استغلال أشعة الشمس في تشغيل هذا النوع من الأجهزة، لا سيما بالميادين القتالية. وتتحكم وحدة تطوير الأجهزة الشمسية في تكنولوجيا الطاقات المتجددة، حيث تم على مستواها صنع نماذج لعدة أجهزة مثل السخان الشمسي الذي تستغله الوكالة الوطنية لترشيد استعمال الطاقة، بالتنسيق مع الديوان الوطني للتسيير العقاري في برنامج ''ايكوبات'' لإنجاز 600 سكن يتميز باقتصاده الطاقة. كما تمكنت الوحدة أيضا حسب السيد بن جباس، من انجاز نماذج لأجهزة شمسية لاستخراج المياه الجوفية وأجهزة لترطيب الهواء (تستعمل في المناطق الجافة والصحراوية) وأخرى لتجفيف الهواء (في المناطق الشمالية ذات الرطوبة العالية)، وعادة ما تستعمل هذه الأخيرة في المجال الفلاحي داخل البيوت البلاستيكية ومستودعات تربية الدواجن. وأشار إلى أن هذا النوع من الأجهزة الإيكولوجية يتم إعفاؤه من الرسوم في الدول المتطورة كما يستفيد المواطنون فيها من دعم الدولة من أجل اقتنائها، وهذا تشجيعا لحماية البيئة، وكذلك من أجل التخلي التدريجي عن الطاقات التقليدية. وقصد تطوير النشاط والديناميكية الحاصلة بوحدة تطوير الأجهزة الشمسية، يتم حاليا، حسبما أفاد به السيد بن جباس، تجهيز المقر القديم الموجود بمدينة شرشال، من أجل تحويله إلى مصنع لصنع هذا النوع من الأجهزة الصديقة للبيئة وتقليص فاتورة الاستيراد من الخارج وسيتم استلامه في غضون.2011 (''و.أ.ج'')