تميزت زيارة الرئيس الموريتاني إلى الجزائر بحضور الحزب الحاكم للجمهورية الموريتانية الإسلامية، والذي يمثله حماد يحي حرمة الأمين العام للإتحاد من أجل الجمهورية، وهو ما يؤكد على وجود مساعي للوصول إلى حل سلمي لفك النزاع الصحراوي المغربي والقيام بخطوات لتوحيد بلدان المغرب العربي، والوقف ضد انتهاكات حقوق الإنسان. كان سكان مدينة الصخر العتيق على موعد لاستقبال رئيس الجمهورية الموريتانية الإسلامية محمد ولد عبد العزيز الذي حط رحاله والوفد المرافق له من وزراء وأمناء أحزاب سياسية ومسؤولين سامين بالحكومة وكذا طاقم صحفي من الوسائل الإعلام المكتوبة والمرئية الموريتانية عبر طائرة رئاسية موريتانية بالمطار الدولي محمد بوضياف صبيحة أمس الاثنين رافقه في هذه الزيارة دحوولد قابلية وزير الداخلية والجماعات المحلية وسفير الجزائر بموريتانية، كذلك ممثلين عن حزب جبهة التحرير الوطني وهما السيناتور عن الثلث الرئاسي بزيد الأزهري وكمال بوناح وعبد الرحمن رافع عن التجمع الوطني التحالف الرئاسي. كما كان نادي المستثمرين لولاية قسنطينة حاضرا بقوة ممثلا في رئيسه البروفيسور عمر محساس، فيما غابت الأحزاب الإسلامية عن استقبال الوفد الموريتاني، وقد طرح غياب الأحزاب الإسلامية عدة تساؤلات في ظل التحولات التي شهدتها الساحة السياسية مؤخرا من خلال الصعود القوي الذي حققته الأحزاب الإسلامية في الانتخابات البرلمانية في كل من مصر تونس والمغرب. وكانت لرئيس الجمهورية الموريتانية الإسلامية الذي تم استقباله من طرف السلطات المدنية والعسكرية لولاية قسنطينة جولة استطلاعية للمدينة والوقوف على ما تزخر به من تراث مادي وغير مادي، حيث كانت للرئيس الموريتاني وقفة يمكن وصفها بالروحية عندما وهي وقفة إجلال وقفها الرئيس الموريتاني بمسجد الأمير عبد القادر، الذي أبهر بهندسته المعمارية، ومن خلال هذه الجامعة استعاد رئيس موريتانيا شيء من الماضي عندما احتضنته جامعة منتوري كطالب جامعي ليستعيد من خلالها على تراثها الحضاري وهويقف على رصيد المدينة التاريخي والحضاري، خلال وقوفه على متحف سيرتا وجسر سيدي مسيد، كذلك قصر أحمد باي الذي تحول السنة الماضية إلى متحف للفنون والتقاليد الشعبية بحضور وزيرة الثقافة خليدة تومي التي أشرفت على تدشينه. هذا، وكانت للرئيس الموريتاني وقفة على مختلف المشاريع الكبرى التي تشهدها عاصمة الشرق، لتؤكد له أن الجزائر غيرت ثوبها، ولم تعد مثلما كانت عليه في العشرية السوداء، وتشهد يقظة وحركية من خلال برنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة التنموي وإصلاحاته التي ستدخل الجزائر مرحلة جديدة من النمو والازدهار، ليختتم زيارته بزيارة المدن الجديدة التي أنشأت بعاصمة الشرق وفي مقدمتها ماسينيسا التي تتواجد بها أولى الحفريات التي مزجت بين الفن المعماري الإغريقي والبوني والتي يعود تاريخها إلى القرن الثالث قبل الميلاد. زيارة الرئيس الموريتاني إلى الجزائر، تميزت بحضور الحزب الحاكم للجمهورية الموريتانية الإسلامية والذي يمثله حماد يحي حرمة الأمين العام للإتحاد من أجل الجمهورية، وهو ما يؤكد على وجود مساعي للوصول إلى حل سلمي لفك النزاع الصحراوي المغربي والقيام بخطوات لتوحيد بلدان المغرب العربي، و الوقف ضد انتهاكات حقوق الإنسان، أمام ما تشهده الساحة العربية من تقتيل وانتهاكات، ومن خلالها المطالبة بتجسيد لوائح الجمعية العامة للأمم المتحدة التي نصت بصورة صريحة في قرارها رقم 1802 الصادر في 14 ديسمبر 1962 على أن انتهاك حقوق الشعوب والدول في السيادة على ثرواتها ومواردها الطبيعية. وقد عبر السيد حماد يحي حرمة الأمين العام للإتحاد من أجل الجمهورية عن امتنانه للزيارة التي حظي بها بلده وطاقمه الرئاسي والحكومي إلى الجزائر الشقيقة، وبتحفظ أضاف الأمين العام للحزب الحاكم في موريتانيا أن هذه الزيارة مهمة جدا وهي تعتبر محطة تاريخية مكنت البلدين من الفصل في كثير من المسائل التي لها أبعاد في غاية الأهمية، وهذا من أجل استشفاف الغد وتكريس وحدة الشعوب المغاربية وتحقيق نموالتعاون الدولي في حفظ السلام. كشف السيد يحيى آدمي، وزير النقل الموريتاني، خلال الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية الموريتانية الإسلامية إلى مدينة الصخر العتيق أن الدراسة الخاصة بإنجاز الطريق البري الرابط بين تندوف وزويرات والذي يمتد على مسافة 1053 كيلومتر على وشك الانتهاء، وأن الأشغال به ستنطلق أواخر 2012. ويأتي هذا المشروع حسب وزير النقل الموريتاني ضمن البرامج التي وقعت عليها الجزائر وموريتانيا، وهي من شأنها أن تقرب أكثر بين الشعبين، مشيرا في سياق حديثه إلى أن الزيارة تبرهم على الصداقة والأخوة القائمة بين البلدين، والعلاقات الجيدة بينهما على كل المستويات السياسية والاقتصادية.