أسدلت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء قسنطينة، أمس الاثنين، الستار على قضية العتروس حسين الذي توفي داخل السجن سنة 2006، حيث أدانت ابنه المدعوصالح بحكم "المؤبد" وهم الحكم الذي صادقت عليه المحكمة للمرة الثالثة بعدما التمس ممثل الحق العام إدانة المتهم بحكم "الإعدام" بتهمة القتل العمدي باستعمال التعذيب وارتكاب أعمال وحشية راح ضحيتها المدعو طرودي عبد الحميد المدعو "خنيشة"، وهي القضية التي أسالت الكثير من الحبر عبر وسائل الإعلام المكتوبة، والتي تعود حيثياتها إلى سنة 2004 عندما تلقت مصالح الدرك الوطني معلومات تفيد بوجود جثة شخص في مجري مائي أسفل الجسر الواقع ببلدية ديدوش مراد، وتم توقيف المتهم العتروس صالح على أساس انه هو من نفذ الجريمة بمشاركة والد وشقيقه عمار والمسماة تميم نعيمة التي كانت تربطها بالمتهم صال علاقة عاطفية، لارتكاب جريمة القتل العمدي باستعمال التعذيب وارتكاب أعمال وحشية، وتم توقيفه بمزرعته الكائنة بأولاد ناصر بلدية العامرية دائرة سيقوس ولاية أم البواقي. واعترف المتهم صالح البالغ من العمر 29 سنة بالجريمة التي ارتكبها عندما كان برفقة المسماة نعيمة بملهى والده حسين الواقع بحي البوليقون الذي يبعد بحوالي 07 كيلومتر عن وسط مدينة قسنطينة، ومنه ارتكبت جريمة القتل عندما قام هوووالده بتعذيب الضحية بوحشية ثم إطلاق عليه الرصاص على مستوى بطنه ورأسه، ثم قاما برمي سيارته وهي من نوع بارتنير بالكلم السابع طريق بلدية عين اسمارة التابعة لولاية قسنطينة، ثم عادا من جديد لإخفاء "الجثة"، أين وضعوها داخل كيس بلاستيكي، وعبر طريق المنية انتقلوا بها إلى ديدوش مراد وألوقوا بها في مجرى مائي أسفل الجسر، ليعودا أدراجهما بعدما قاما بإخفاء آثار الجريمة. زوجة الضحية طرودي عبد الحميد صرحت أن زوجها متعدد النشاطات، ويسير ملهى بحي جبل الوحش وهو يتاجر في الخمر بالشراكة مع شخص يدعى زيزو، وله محلات تجارية اخرى بنهج بن مليك، وكان يقرض الأموال بالفائدة، وقد شارك المتهم العتروس حسين بمبلغ مالي قدره 400 مليون سنتيم وبعد مدة أخبره هذا الأخير بأن المال الذي اقرضه سرق منه، وطالب تعويضه بمحل من محلاته مقابل المال، ولكن زوجها الضحية رفض العرض الذي تقدم به المتهم العتروس حسين، وأصر على استعادة ماله. التحقيق انتهى إلى ان الوقائع المنسوبة إلى المتهم العتروس عمار المدعو( نونو) ابن المتهم حسين غير ثابتة وغير قائمة وصدر أمر بانتفاء وجه الدعوى بتاريخ 27 فيفري 2005، وثبوت الجريمة في حق والجه وشقيقه صالح، حيث أدين أبوه بالسجن المؤبد وتوفي فيه سنة 2006 بعدما ساءت حالته الصحية لكبر سنه وهو من مواليد 1943، وهو نفس الحكم الذي صدر في حق شقيقه الذي امتثل أمام العدالة أمس بعد استئنافه الحكم لمرة الثالثة.