تواصل محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء قسنطينة الفصل في الملفات الخاصة بالتنظيم الإرهابي ومحاكمة المتورطين فيه، حيث فصلت أول أمس الخميس بمقر المجلس القضائي في قضيتين مماثلتين تتعلقان بالانخراط في جماعات إرهابية وتمويلها وألإشادة بالأعمال الإرهابية، حيث أدين المتورطون الذين تمت محاكمتهم وعددهم 06 بأحكام متفاوتة بين عام حبس والمؤبد، فيما يبقى 05 آخرين في حالة فرار. تعود القضية الأولى إلى سنة 2008 إثر تعرض 03 أعوان أمن وطني لاعتداء مسلح بمنعرج أسفل مقر المفتشية الجهوية للجمارك قرب مفترق الطرق ماسينيسا بحي زواغي أثناء مهمة رسمية لمرافقة وفد فرنسي من مطار محمد بوضياف الدولي على متن سيارة من نوع تولوفو لزفاقن، وتعرضوا إلى إطلاق ناري من طرف مجموعة إرهابية، تم نقلهم إلى مستشفى ابن باديس الجامعي، وبعد عملية التمشيط عثر على 24 ظرف فارغ فيها ماكروف عيار 09 ملم. وأسفر التحقيق عن توقيف 02 من المجموعة، ويتعلق الأمر بكل من المدعو بوشانة محمد لمين وشتوان أحسن، اللذان توبعا بتهمة تكوين جماعة إرهابية مسلحة والانتماء لها ومحاولة القتل، والترصد وبث الرعب في أوساط السكان، فيما تبقى باقي العناصر في حالة فرار وهم: (ابن يعيش الطاهر، بودراع محمد، زرمان نوفل، بن وادن فيصل وبوسبوغ ياسين)، واعترف الموقوفان بانتمائهم إلى الجماعات الإرهابية، غير أنهما أنكرا مشاركتهما في أي عملية إرهابية، حيث أدين المتهمان بحكم "المؤبد" بعدما التمس ممثل الحق العام التمس "الإعدام" مع أمر بالقبض الجسدي على المتهمين الفارين. وفي قضية مماثلة وفي شهر أكتوبر من نفس السنة، تمكنت المصلحة الجهوية للشرطة القضائية من خلال معلومات تفيد تحديد هوية شاب ينتمي الى إحدى الجماعات الإرهابية ينشط بجبال جيجل، وهو المدعو بوشمع أحسن الذي يعمل تحت إمرة الإرهابي بغريش عبد الحق أمير كتيبة أبوتراب، باعتباره شقيق أحد المتهمين الذين تم توقيفهم مؤخرا وهم: (قلي سفيان، سطحي عبد الرحيم، بوشمع سيف الدين والعايب سفيان) تتراوح أعمارهم بين 27 و33 سنة، أحدهم جامعي، وآخر إمام متطوع بمسجد الأمير عبد القادر (الفوبور)، كانوا ينشطون بقسنطينة قبل أنت بلتحقوا بالإرهابي بغريش عبد الحق بجبال جيجل. كما كان المتهم سيف الدين على تواصل بشقيقه بالجبل، وكان هذا الأخير قد أخبر أخاه بأن والدته مريضة، وتطلب منه النزول من الجبل، إلا أن الإرهابي بوشمع أحسن أصر على بقائه الى حين ينفط بعض العمليات وطلب منه أن يشاركه فيها، ولكن المتهم سيف الدين رفض، حيث تم استدعاؤهم مباشرة، وفي جلسة أول أمس الخميس اعترف المتهمون أمام قاضي التحقيق بتمويلهم الجماعات الإرهابية ونقل لهم مواد غذائية وألبسة، إلا أنهم في جلسة، أول أمس الخميس، نفوا ما نسب إليهم من تهم وصرحوا أن تصريحاتهم كانت تحت التهديد، حيث التمست النيابة العامة 05 سنوات للمتهمين. وفي مداولتها، أدانت محكمة الجنايات المتهم الأول والثاني والرابع بعام حبسا نافذا، والمدعو بوشمع سيف الدين بسنتين سجنا نافذا.