المؤبد لإرهابيين استهدفا عناصر الأمن و وفدا فرنسيا بقسنطينة قضت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء قسنطينة أمس الأول ، بتسليط عقوبة السجن المؤبد، ضد متهمين بتنفيذ العملية الإرهابية التي استهدفت في ربيع 2008، سيارة لرجال أمن كانوا في مهمة رسمية لمرافقة وفد أجنبي من مطار قسنطينة. القضية تعود إلى ليلة 18 أفريل من تلك السنة، عندما تعرض ثلاثة أعوان للأمن الوطني لاعتداء مسلح من قبل مجموعة إرهابية، أسفل المنعرج القريب من مقر المفتشية الجهوية للجمارك بحي زواغي، في الوقت الذي كانوا في مهمة رسمية على متن سيارة من نوع "بولو فولسفاغن"، لمرافقة و حماية وفد فرنسي قدم من مطار محمد بوضياف، حيث تسبب إطلاق ناري مكثف في إصابتهم بجروح خطيرة، استدعت نقلهم فورا إلى المستشفى الجامعي ابن باديس. و باشرت مصالح الأمن على إثر الحادثة عملية تمشيط واسعة للمنطقة و الأحياء المجاورة، عُثر خلالها على 24 ظرفا فارغا لأعيرة نارية، منها 20 "ماكروف" من عيار 9 مليمتر. كما أفضت التحقيقات إلى التوصل لعناصر المجموعة الإرهابية التي نفذت العملية و هم سبعة بينهم أمير معروف، و 5 في حالة فرار، فيما مثل المتهمان المتبقيان اللذين ينحدران من وسط المدينة و حامة بوزيان، أمام محكمة الجنايات و هما "ب.م،" 33 سنة، و "ش.ا"، 46 سنة، بعدما سلما نفسيهما مؤخرا. المتهمان نفيا خلال جلسة المحاكمة المشاركة في هجوم زواغي أو القيام بأعمال تقتيل و تخريب، حيث قال المدعو "ب.م" أنه اضطر للصعود إلى الجبل خوفا من رجال الأمن بعد أن وردتهم معلومات عن نيته في السفر إلى العراق بغرض الجهاد، فيما صرح الثاني أنه كان ينتمي إلى الحزب المنحل، و التحق بمعاقل الإرهاب دون المشاركة في الأعمال الإرهابية. و ذكر ممثل الحق العام في مرافعته أن التهم الثقيلة المتابعان بها ثابتة، و التمس في حق الأول عقوبة الإعدام و السجن لعشرين سنة للثاني، بجناية تكوين جماعة إرهابية مسلحة و الانتماء إليها و محاولة القتل العمدي مع سبق الإصرار و الترصد و بث الرعب في أوساط السكان و خلق جو انعدام الأمن و التخريب العمدي لملك الغير. من جهة أخرى أدانت ذات المحكمة أمس الأول، أربعة شباب ينحدرون من حي الأمير عبد القادر بقسنطينة، بعقوبات متفاوتة وصلت إلى الحبس لسنتين، بتهمة التورط في دعم و تمويل جماعة إرهابية تنشط في جبال جيجل. و يتعلق الأمر ب "ق.س"، "س.ع" و "ا.س" الذين أدينوا بعام حبسا نافذا و 50 ألف دينار غرامة مالية، و المتهم "ب.س" المعاقب بسنتين حبسا نافذا و غرامة مالية، و هم المتهمون الذين تتراوح أعمارهم بين 26 و 36 عاما بينهم جامعي و إمام متطوع، تم القبض عليهم في إطار مكافحة الإرهاب و تفكيك شبكات الدعم و الإسناد، بعدما وصلت معلومات لأعوان الضبطية القضائية التابعين للمصلحة الجهوية للشرطة القضائية للناحية العسكرية الخامسة، تحدد هوية مجموعة من الشباب ينحدرون من حي الأمير عيد القادر الشعبي المعروف ب "الفوبور"، يقومون بدعم جماعة إرهابية تنشط في جبال جيجل. و ينتمي إليها شقيق أحدهم و هو المدعو "ب.ا" المكني أبو تراب، و ذلك بتزويدهم بالملابس و بعض الأغراض و الإشادة بالأعمال الإرهابية. و نفى المتهمون خلال جلسة المحاكمة جميع ما نسب إليهم، عكس التصريحات التي أدلوا بها في الاستجواب الأول. و قال أحدهم أن أقواله الأولى جاءت تحت الإكراه، فيما طالب الدفاع ببراءتهم لانعدام دليل مادي يثبت عملية التمويل، أما النائب العام فقد التمس إدانتهم جميعا بخمس سنوات سجنا و 200 ألف دينار غرامة مالية بجناية الإشادة، التمويل و تشجيع أعمال إرهابية.